تابعت الصحف العالمية الصادرة اليوم سلسلة من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية البارزة، تصدّرها تحرك الكونجرس الأمريكي في قضية الممول الراحل جيفري إبستين، وجولة غير مألوفة للرئيس السابق دونالد ترامب فوق سطح البيت الأبيض، إلى جانب تحذيرات بريطانية من تراجع مرونة العمل، وتغطيات إنسانية صادمة من غزة.
الولايات المتحدة: استدعاءات رفيعة المستوى في قضية إبستين
أعلنت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي عن إصدار مذكرات استدعاء لعدد من الشخصيات البارزة، على رأسهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، إضافة إلى مدعين عامين سابقين ومديري مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، للإدلاء بشهاداتهم في قضية الممول المدان جيفري إبستين.


وبحسب صحيفة واشنطن بوست، يأتي هذا التحرك بعد أن وافق أعضاء اللجنة من الحزبين على المضي في طلب الشهادات الشهر الماضي، في إطار تحقيقات موسعة لكشف مزيد من التفاصيل حول شبكة علاقات إبستين وشريكته جيسلين ماكسويل، المحكوم عليها بالسجن 20 عامًا.
وتشير المذكرات إلى اهتمام المشرعين بمعرفة طبيعة صلة كلينتون بإبستين خلال مطلع الألفية الجديدة، إذ أكد متحدث باسم الرئيس الأسبق أنه سافر على متن طائرة إبستين أربع مرات بين 2002 و2003 في رحلات مرتبطة بمؤسسة كلينتون الخيرية، رافقه خلالها موظفون وداعمو المؤسسة وعناصر الخدمة السرية.
يأتي ذلك بينما جدد الكونجرس اهتمامه بالقضية بعد مذكرة صادرة عن وزارة العدل الشهر الماضي أكدت أن إبستين لم يبتز شخصيات بارزة، وأن وفاته في 2019 كانت انتحارًا أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار الجنسي بالقاصرات.
ترامب من “سطح البيت الأبيض”: نزهة وتصريحات لافتة
في مشهد غير معتاد، قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بجولة على سطح البيت الأبيض، حيث تحدث إلى الصحفيين عن مشروعات تطوير المقر الرئاسي، بينها قاعة رقص جديدة بمساحة 90 ألف قدم مربع، بتكلفة 200 مليون دولار، قال إنه سيمولها شخصيًا عبر تبرعات خاصة.
وخلال الجولة، أطلق ترامب تصريحات طريفة حين سأله المراسلون عن نواياه بشأن التوسعات الجديدة، فأجاب مازحًا: “ربما صواريخ نووية!”، قبل أن يؤكد أن كل الإنفاق يتم من ماله الخاص.
ويواصل ترامب خلال ولايته الثانية تنفيذ سلسلة تغييرات تجميلية بالبيت الأبيض، شملت تجديد حديقة الورود وتحويلها لفناء حجري، وإضافة تطريزات ذهبية في المكتب البيضاوي، ونصب أعمدة أعلام شاهقة على المروج الشمالية والجنوبية.

تهديد بالسيطرة الفيدرالية على واشنطن بعد حادث اعتداء
عاد ترامب إلى لغة التصعيد مجددًا عقب تعرض موظف بارز في وزارة كفاءة الحكومة، التي كان يشرف عليها إيلون ماسك، لمحاولة سرقة عنيفة في العاصمة الأمريكية.
وفي منشور على منصة تروث سوشيال، وصف ترامب الجريمة في واشنطن بأنها “خارج السيطرة”، داعيًا إلى محاكمة القاصرين كبالغين بدءًا من سن الرابعة عشرة، ومهددًا بفرض سيطرة فيدرالية على المدينة إذا لم تتحرك السلطات المحلية لضبط الأمن.
ونشر ماسك على موقع إكس تفاصيل الحادث، مؤكدًا أن أحد أعضاء فريقه أصيب بارتجاج في المخ أثناء دفاعه عن امرأة كانت تتعرض لمحاولة سطو، مجددًا دعمه لدعوة ترامب بالاستحواذ الفيدرالي على إدارة العاصمة.
المملكة المتحدة: نصف الشركات تريد إنهاء العمل من المنزل
على الصعيد الاقتصادي، كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن تحول متسارع نحو العودة إلى المكاتب بدوام كامل في المملكة المتحدة، إذ أبدت نحو نصف الشركات رغبتها في إنهاء العمل من المنزل الذي انتشر منذ جائحة كوفيد-19.
وأظهر استطلاع شمل 500 شركة أن قطاعي المال والتجزئة يقودان هذا التحول، بينما حذرت الشركات من أن نقص المرونة تسبب بالفعل في استقالات بنسبة 9%.
وترى غرفة التجارة البريطانية أن العمل الهجين أصبح واقعًا مألوفًا، لكنه لا يناسب جميع القطاعات، خصوصًا الصناعات التحويلية والخدمات التي تتطلب تعاملًا مباشرًا مع العملاء.

غزة من السماء: مشهد الخراب الكامل
وفي تغطية إنسانية مأساوية، رافقت صحيفة الجارديان البريطانية طائرة عسكرية أردنية خلال عملية إنزال مساعدات فوق قطاع غزة، حيث وثّقت من الجو مشهدًا يشبه نهاية العالم: مدن محطمة، وطرق مقطوعة، وأحياء كاملة سوّيت بالأرض بفعل الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرة أسقطت ثلاثة أطنان فقط من المساعدات، وهو رقم ضئيل مقارنة باحتياجات سكان القطاع المنكوب بالمجاعة، بينما تكاد الحياة تختفي إلا من مجموعات صغيرة تتحرك بين الركام.

“إبادة صحية”: استهداف الأطباء والمستشفيات في غزة
وفي سياق متصل، حذرت الجارديان من تصاعد استهداف الكوادر الطبية والمستشفيات في غزة، معتبرةً ذلك شكلًا من أشكال “الإبادة الصحية”.
ووفقًا لتقارير أكاديمية، أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد 986 عاملًا طبيًا، واحتجاز 28 طبيبًا داخل السجون الإسرائيلية دون تهم رسمية، بينما تحولت مستشفيات غزة إلى “ساحات معارك” وفق تعبير ممثل منظمة الصحة العالمية أمام مجلس الأمن.

وروى أطباء معتقلون سابقًا شهادات صادمة عن التعذيب والإذلال والحرمان من الطعام والنوم، في انتهاك صارخ لمبدأ الحياد الطبي الذي يكفله القانون الدولي الإنساني.




