
كتبت دينا زكريا
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مواقع استراتيجية في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية والعسكرية، وسط تصاعد التوتر الإقليمي عقب هجوم نفذته جماعة الحوثي على مطار بن غوريون في تل أبيب.
مطار صنعاء الدولي خارج الخدمة
وقالت مصادر محلية في صنعاء إن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ ضربات مباشرة على مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى تدمير مرافق حيوية في المطار وتوقفه الكامل عن العمل. وأكدت مصادر في هيئة الطيران المدني أن القصف دمّر المدارج وبرج المراقبة، إضافة إلى مخازن الوقود والمرافق اللوجستية.
استهداف البنية التحتية للطاقة
كما طالت الغارات محطة كهرباء ذهبان المركزية في مديرية بني الحارث، ومحطة توزيع كهرباء عصر في مديرية معين، ومحطة كهرباء حزيز، مما أدى إلى انقطاع واسع للتيار الكهربائي في عدد من أحياء العاصمة، وسط تحذيرات من انهيار جزئي لشبكة الطاقة في صنعاء.
وبحسب تصريحات لمسؤول محلي – فضّل عدم الكشف عن هويته – فإن استهداف هذه المحطات يمثل “ضربة قاسية للبنية التحتية المدنية التي يعتمد عليها السكان بشكل رئيسي في حياتهم اليومية”، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع دائرة الصراع إلى الجبهة اليمنية “بطريقة غير مسبوقة وخطيرة”.
قصف منشآت صناعية
وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية يمنية بأن القصف شمل أيضاً مصنع “أسمنت عمران” الواقع شمالي العاصمة، والذي يُعد أحد أهم المنشآت الصناعية في البلاد. وأشارت التقارير إلى أن المصنع كان يعمل جزئياً في إنتاج مواد البناء، ويُعتقد أن جماعة الحوثي تستخدمه أيضاً لأغراض عسكرية، بما في ذلك تصنيع أجزاء تستخدم في البنية التحتية الدفاعية والأنفاق.
رد إسرائيلي على هجوم الحوثيين
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن الضربات الجوية جاءت “رداً مباشراً على الهجوم الذي نفذته جماعة الحوثي اليمنية على مطار بن غوريون الأسبوع الماضي”، والذي أسفر عن توقف مؤقت في حركة الملاحة الجوية في تل أبيب.
وأضاف البيان أن “مطار صنعاء يُستخدم بشكل منتظم من قبل الحوثيين لتهريب الأسلحة الإيرانية والمعدات العسكرية”، متهماً الحوثيين بـ “استغلال البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية”.
تصعيد خطير وتخوفات من توسع رقعة النزاع
ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد تشهده المنطقة، مع تصاعد الهجمات من محور “المقاومة” المدعوم من إيران ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي المحتلة، حيث توسعت ساحة المواجهة لتشمل العراق وسوريا ولبنان، والآن اليمن.
مراقبون يرون أن الغارات الإسرائيلية على صنعاء تمثل “تحولاً نوعياً” في مسار الصراع، وتفتح الباب أمام مواجهات أوسع قد تشمل ضربات مضادة من الحوثيين تستهدف مصالح إسرائيلية أو حلفاءها في المنطقة.
في السياق ذاته، لم تُصدر جماعة الحوثي حتى لحظة إعداد هذا التقرير تعليقاً رسمياً على الغارات أو على المزاعم الإسرائيلية بشأن استخدام المطار لأغراض عسكرية.