
كتبت: صفية الدمرداش
شهد مؤتمر ميونخ للأمن، أحد أبرز الفعاليات الدولية المعنية بمناقشة القضايا الأمنية والسياسية العالمية، لقاءات دبلوماسية مهمة جمعت بين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، وكل من رئيس إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو. تأتي هذه اللقاءات في إطار الجهود الأردنية لتعزيز علاقاتها الثنائية مع الدول والأقاليم المختلفة، والتنسيق حول تطورات الأوضاع الإقليمية والعالمية.
أولًا: العلاقات الأردنية – الكردية وآفاق التعاون
لطالما كانت العلاقات بين الأردن وإقليم كردستان العراق ذات أهمية استراتيجية، حيث يجمعهما التعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية. خلال اللقاء بين أيمن الصفدي ونيجرفان بارزاني، تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الطرفين، خاصة في ظل التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
1. التعاون الاقتصادي والاستثماري
- أكد الجانبان على ضرورة توسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين الأردن وكردستان العراق.
- تم التطرق إلى فرص الاستثمار الأردني في الإقليم، خاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والسياحة.
- تعزيز التجارة الثنائية بين عمان وأربيل من خلال تسهيلات تجارية واستثمارية مشتركة.
2. التنسيق الأمني والتعاون المشترك
- ناقش الطرفان التحديات الأمنية المشتركة، بما في ذلك جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.
- تم التأكيد على أهمية تبادل المعلومات والخبرات في المجال الأمني.
- بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجال التدريب العسكري والأمني لمواجهة التهديدات الإقليمية.
3. التعاون الثقافي والتعليمي
- أهمية دعم البرامج التعليمية والتبادل الأكاديمي بين المؤسسات الأردنية والكردية.
- تعزيز العلاقات الثقافية من خلال الأنشطة المشتركة التي تعزز الفهم المتبادل بين الشعبين.
ثانيًا: العلاقات الأردنية – البلجيكية وأهمية التنسيق السياسي
التقى الصفدي بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو، حيث ناقش الطرفان عدة ملفات ذات اهتمام مشترك، خاصة فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وأوروبا.
1. تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية
- تم الاتفاق على استمرار التنسيق المشترك بشأن الملفات الإقليمية والدولية.
- أكد الصفدي على أهمية تعزيز الحوار بين الأردن وبلجيكا في القضايا المتعلقة بالاستقرار الإقليمي.
- ناقش الطرفان أهمية تكثيف المشاورات الدبلوماسية لمواجهة التحديات المشتركة.
2. التعاون في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية
- تم بحث سبل التعاون في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية، خاصة في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
- تطرق الجانبان إلى أهمية دعم اللاجئين السوريين في الأردن، ودور بلجيكا في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي.
- التأكيد على أهمية البرامج المشتركة لتعزيز التنمية المستدامة.
3. التعاون الاقتصادي والتجاري
- تم مناقشة زيادة حجم التبادل التجاري بين الأردن وبلجيكا.
- التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات الأوروبية في الأردن.
- تسليط الضوء على فرص الشراكة الاقتصادية بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين.
ثالثًا: مؤتمر ميونخ للأمن وأهمية اللقاءات الثنائية
يعد مؤتمر ميونخ للأمن منصة عالمية لمناقشة التحديات الأمنية والسياسية، حيث يجتمع القادة والمسؤولون لبحث الأزمات الدولية وإيجاد حلول مشتركة لها. شكلت لقاءات الصفدي مع المسؤولين من كردستان العراق وبلجيكا جزءًا من الجهود الأردنية الرامية إلى تعزيز الدبلوماسية الإقليمية والدولية.
1. أهمية المؤتمر للأردن
- تعزيز الدور الأردني في حل النزاعات الإقليمية والدولية.
- إبراز موقف الأردن من القضايا الإقليمية مثل القضية الفلسطينية والأزمة السورية.
- توسيع نطاق التعاون الدولي مع مختلف الدول والأقاليم.
2. أبرز القضايا التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر
- التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
- التحديات الأمنية المتعلقة بالإرهاب والهجرة غير الشرعية.
- أهمية العمل المشترك لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
تمثل اللقاءات التي عقدها أيمن الصفدي مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، ووزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو، خطوة مهمة في إطار الجهود الأردنية لتعزيز العلاقات الدولية والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والعالمية. يؤكد مؤتمر ميونخ للأمن على أهمية الحوار والتعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه العالم اليوم. إن التعاون السياسي، والاقتصادي، والأمني بين الأردن وكل من إقليم كردستان العراق وبلجيكا سيعزز الاستقرار الإقليمي، ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة والشراكات الاستراتيجية.
بهذا، يبقى الأردن فاعلًا رئيسيًا في الساحة الدولية، يسعى لتعزيز الاستقرار والسلام من خلال الدبلوماسية الفاعلة والشراكات المثمرة.