أخبار عربية

اليمن والأمم المتحدة يبحثان الفرص المتاحة لعملية السلام

دينا زكريا

في لقاء يُعدّ جزءًا من الجهود المستمرة لإنهاء الأزمة اليمنية، عقد وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، الدكتور شائع محسن الزنداني، اجتماعًا هامًا اليوم الأحد، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد هانس جروندبرج، لمناقشة آخر التطورات على الساحة اليمنية، وتقييم آفاق العملية السلمية الرامية إلى إنهاء سنوات من الصراع الذي ألقى بظلاله القاتمة على الشعب اليمني.

وبحسب ما نقلته قناة “اليمن” الفضائية، فقد استعرض الزنداني خلال اللقاء الأوضاع السياسية والإنسانية المتفاقمة في البلاد، مؤكدًا أن التصعيد العسكري المستمر، والعراقيل التي تضعها ميليشيات الحوثي أمام الجهود الأممية، يشكلان عقبة كبرى أمام تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

التصعيد العسكري وتفاقم المعاناة الإنسانية

وأشار وزير الخارجية إلى أن ميليشيات الحوثي لا تزال تمارس سياسات التصعيد الممنهج، من خلال هجماتها المتكررة، وتعطيلها لمساعي السلام، فضلًا عن انتهاكاتها المستمرة التي تطال المدنيين والبنية التحتية، ما يعمّق من معاناة المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية.

وأوضح الزنداني أن هذا التصعيد، إلى جانب العجز الواضح في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي وضعتها الأمم المتحدة، قد أسهم في تفاقم الوضع الإنساني، وضيّق الخيارات المتاحة أمام الملايين من اليمنيين الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والجوع والنزوح القسري.

وأكد في هذا السياق، على ضرورة تعزيز الدعم الدولي للحكومة اليمنية الشرعية، بما يمكّنها من القيام بدورها في توفير الخدمات الأساسية، وتحقيق قدر من الاستقرار الاقتصادي الذي يمكن أن يفتح الباب أمام حوار سياسي فعّال وشامل.

دعوة لدعم الحكومة اليمنية وتمكينها

وشدد الزنداني على أن الحكومة اليمنية تسعى، رغم التحديات الجسيمة، إلى تلبية احتياجات المواطنين في مختلف المناطق، لا سيما تلك التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب اليمن في هذه المرحلة الحرجة، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي الكافي للحكومة حتى تتمكن من النهوض بمسؤولياتها، وإعادة بناء المؤسسات التي دمّرتها الحرب.

كما طالب بممارسة ضغط دولي حقيقي على ميليشيات الحوثي، لإجبارها على الدخول في عملية سياسية جادة، وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليًا ودوليًا، وهي: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2216.

المبعوث الأممي يؤكد التزام الأمم المتحدة بمسار السلام

من جانبه، جدد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد هانس جروندبرج، التزام المنظمة الدولية بمواصلة جهودها الحثيثة لخفض وتيرة التصعيد العسكري، ودعم مسار السلام الشامل والمستدام.

وأكد جروندبرج أن الأمم المتحدة تتابع عن كثب الأوضاع في اليمن، وتسعى إلى تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية، بما يضمن الوصول إلى تسوية عادلة وشاملة تنهي الحرب، وتضع حدًا للمعاناة المتواصلة التي يعيشها الشعب اليمني منذ أكثر من تسع سنوات.

وشدد على أهمية الحوار بين الأطراف كافة، والابتعاد عن أي خطوات أحادية من شأنها تقويض فرص السلام، مجددًا دعوة الأمم المتحدة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة، وتخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية إلى جميع المحافظات اليمنية دون استثناء.

جهود مستمرة وسط تعقيدات المشهد السياسي

ويأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه الملف اليمني جمودًا نسبيًا في المسار السياسي، في ظل تصاعد التوترات في عدد من الجبهات، وغياب اتفاق شامل بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، رغم المبادرات المتعددة التي طرحتها الأمم المتحدة ودول إقليمية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.

ويُعدّ هذا اللقاء بين الزنداني وجروندبرج جزءًا من الجهود المتواصلة لإحياء مسار المفاوضات المتعثرة، وسط تحذيرات من منظمات دولية بشأن تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل عجز كبير في التمويل، واستمرار العراقيل الميدانية والسياسية.

دعوات محلية ودولية لتغليب المصلحة الوطنية

يُذكر أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، قد كررت مرارًا دعواتها إلى جميع الأطراف اليمنية لتغليب لغة الحوار على لغة السلاح، والجلوس إلى طاولة مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي يضمن وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وينهي معاناة ملايين اليمنيين الذين أصبحوا بين نازح ولاجئ ومحروم من أبسط حقوقه في العيش الكريم.

Dina Z. Isaac

كاتبة محتوى متخصصة في إعداد المقالات الإخبارية والتحليلية لمواقع إلكترونية ومدونات متعددة. أمتلك خبرة تتجاوز أربع سنوات في مجال الكتابة والتدوين، حيث أحرص على تقديم محتوى مميز يجمع بين الإبداع والدقة، مع التركيز على جذب القارئ وتقديم المعلومات بشكل سلس وواضح. المهارات والخبرات: كتابة المقالات الإخبارية: إعداد تقارير وتحليلات شاملة تغطي أحدث الأخبار المحلية والعالمية. التدوين: كتابة مقالات متنوعة تغطي مجالات مثل التكنولوجيا، الصحة، التنمية الشخصية، وريادة الأعمال. تحسين محركات البحث (SEO): صياغة محتوى متوافق مع معايير السيو لتحسين ظهور المقالات في نتائج البحث. إدارة المحتوى: التخطيط للنشر، وإعداد جداول تحريرية، وتنظيم الحملات الرقمية. التدقيق اللغوي: ضمان خلو النصوص من الأخطاء اللغوية والنحوية لتقديم محتوى عالي الجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى