
في لوحة وطنية نابضة بالمشاعر والانتماء، يواصل أبناء الجاليات المصرية في الخارج كتابة فصل جديد من ملحمة الوفاء للوطن الأم، مصر. فمع انطلاق التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 بمقار السفارات والقنصليات المصرية، توحدت قلوب المغتربين خلف هدف واحد: أداء الواجب الوطني والمساهمة في استكمال المسار الديمقراطي الذي تشهده الدولة المصرية.
منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية التصويت، تزينت ساحات السفارات والقنصليات بأعلام مصر، وارتفعت الحناجر بهتافات “تحيا مصر” و”يحيا السيسي”، في مشهد يعكس عمق الانتماء الذي يحمله المصريون بالخارج، وحرصهم على أن تكون لهم بصمة واضحة في اختيار ممثليهم بمجلس الشيوخ، رغم بعد المسافات وتنوع أماكن إقامتهم حول العالم.
الكويت.. طوابير وحافلات نحو صناديق الاقتراع
في الكويت، حيث تقيم واحدة من أكبر الجاليات المصرية بالخارج ويُقدَّر عددها بنحو نصف مليون مواطن، كان المشهد أشبه باحتفالية وطنية. فقد تحركت حافلات خاصة تقل أعدادًا كبيرة من أبناء الجالية إلى مقار اللجان الانتخابية، حيث اصطفوا في طوابير طويلة رافعين أعلام مصر، ومرددين الهتافات الوطنية التي تحيي مصر ورئيسها، في مشهد أضاء صباح الكويت بروح وطنية لا تخطئها العين.
السعودية.. أعلام ترفرف على أبواب القنصلية
أما في المملكة العربية السعودية، فقد توافد المصريون على مقر القنصلية بجدة منذ ساعات الصباح الأولى. امتلأت الساحات الخارجية بالناخبين الذين ارتدوا بعضهم ألوان العلم المصري، فيما التقط آخرون صورًا توثق مشاركتهم في هذه اللحظات التاريخية. وبحسب شهود عيان، بدا المشهد وكأنه “عيد وطني مصغر” يجسد علاقة المغترب بوطنه مهما طال البعد.
عُمان.. توثيق اللحظات الوطنية بعد الإدلاء بالصوت
وفي العاصمة العمانية مسقط، لم يتأخر أبناء الجالية المصرية عن تلبية نداء الوطن. توافدت أعداد كبيرة على مقر السفارة للإدلاء بأصواتهم، وحرص كثير منهم على التقاط الصور والفيديوهات توثيقًا لمشاركتهم، في حين قامت السفارة بتقديم كل سبل الدعم والراحة للناخبين، بدءًا من الاستقبال وحتى مغادرة اللجان.
تنظيم محكم وحملات توعية شاملة
وحول سير العملية الانتخابية بالخارج، أكد نصر مطر، مسؤول الملف السياسي بالاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج، أن التصويت انطلق بسلاسة كبيرة في أغلب دول العالم، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعود إلى التعاون الوثيق بين الهيئة الوطنية للانتخابات ووزارة الخارجية المصرية. فقد تم تجهيز المقار الانتخابية بكل ما يلزم لضمان الراحة للناخبين، مع تذليل أي عقبات قد تواجههم.
وأوضح مطر في تصريحاته الخاصة لـ”اليوم السابع”، أن اللجان شهدت منذ اللحظات الأولى للتصويت توافدًا ملحوظًا من أبناء الجاليات، وسط التزام كامل بالإجراءات المنظمة، ما يعكس وعيًا كبيرًا لدى المصريين بالخارج بأهمية مشاركتهم في الحياة السياسية.
وأضاف أن الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج أطلق حملة وطنية تحت عنوان “صوتك بيفرق” قبل بدء التصويت بأيام، استهدفت توعية المصريين بالخارج بأهمية المشاركة الانتخابية والتعريف بإجراءات التصويت سواء عبر القوائم المغلقة أو المقاعد الفردية. شملت الحملة فيديوهات تعريفية وبثًا مباشرًا مع خبراء انتخابيين، فضلًا عن نشاط مكثف على منصات التواصل الاجتماعي لضمان وصول الرسالة لكل مصري مغترب.
كما حرص الاتحاد على تقديم دليل مبسط للناخبين يشرح خطوات الإدلاء بالصوت منذ دخول اللجنة وحتى مغادرتها، لتوفير الوقت وضمان سلامة الإجراءات. وقد لاقت هذه الجهود صدى إيجابيًا لدى الناخبين الذين تفاعلوا مع الحملة وأبدوا اهتمامًا ملحوظًا بتفاصيل العملية الانتخابية.
رسالة المغترب: نحن شركاء في بناء الدولة
اختتم مطر تصريحاته برسالة مؤثرة إلى كل مصري بالخارج لم يدل بصوته بعد:
“صوتك أمانة.. ووجودك بالخارج لا يقلل من دورك في الداخل. الوطن يحتاج كل صوت الآن أكثر من أي وقت مضى.”
هكذا رسم المصريون في الخارج لوحة وطنية تؤكد أن الانتماء الحقيقي لا تحده الجغرافيا. فكل صوت يذهب إلى صندوق الاقتراع في سفارة أو قنصلية بالخارج، هو خيط جديد ينسج في علم الوطن، ورسالة صادقة بأن المصريين بالخارج جزء أصيل من نسيج الدولة المصرية، حاضرون بقوة في كل استحقاق، ومؤمنون بأن حب الوطن فعل قبل أن يكون شعورًا.




















