
يستوعب أكثر من 4 ملايين راكب.. ويعتمد على تقليل الانبعاثات الكربونية.. ويشهد التشغيل الفعلى لأول مبنى صديق للبيئة فى أفريقيا قريبًا
مطار برج العرب الدولي هو أحد أهم المعالم الحيوية في مدينة الإسكندرية، حيث يمثل البوابة الجوية الرئيسية لعروس البحر المتوسط، ويخدم ملايين الركاب سنويًا. يشهد المطار تطورًا ملحوظًا من حيث البنية التحتية والخدمات المقدمة، بالإضافة إلى تبنيه لسياسات تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل حول قدرات المطار، دوره في دعم الاقتصاد والسياحة، وجهوده الرائدة في التحول إلى مبنى صديق للبيئة.
تاريخ مطار برج العرب
يقع مطار برج العرب في منطقة برج العرب الجديدة، على بُعد حوالي 49 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الإسكندرية. افتتح المطار رسميًا في عام 1998 ليكون بديلًا عن مطار النزهة الذي توقف تشغيله بسبب محدودية مساحته. منذ ذلك الحين، شهد المطار العديد من التطورات والتوسعات ليتماشى مع متطلبات النقل الجوي الحديث.
القدرة الاستيعابية والخدمات
يتميز مطار برج العرب بقدرته الاستيعابية التي تفوق 4 ملايين راكب سنويًا، ما يجعله أحد أكثر المطارات نشاطًا في مصر. يقدم المطار خدمات متنوعة تلبي احتياجات المسافرين، بدءًا من المرافق الحديثة مثل صالات الانتظار والمطاعم، وصولاً إلى تسهيلات لخدمات الشحن الجوي التي تدعم حركة التجارة الدولية.
من أبرز المزايا التي يقدمها المطار:
- صالة ركاب حديثة: مزودة بكافة وسائل الراحة لتوفير تجربة سفر مريحة.
- خدمات لوجستية: تشمل مساحات مخصصة للشحن وتخزين البضائع.
- سهولة الوصول: وجود شبكة طرق تربط المطار بمختلف أنحاء الإسكندرية والمحافظات المجاورة.
دور المطار في تعزيز الاقتصاد والسياحة
يشكل مطار برج العرب محورًا رئيسيًا لدعم الاقتصاد المحلي والدولي. فهو ليس فقط وسيلة لنقل الركاب، بل أيضًا يلعب دورًا حيويًا في تعزيز حركة البضائع والصادرات. كما يساهم المطار بشكل كبير في تنشيط السياحة، حيث يعتبر نقطة وصول رئيسية للسياح القادمين لاستكشاف مدينة الإسكندرية ومعالمها التاريخية.
من خلال رحلاته المتعددة إلى وجهات داخلية وخارجية، يعزز المطار الترابط بين الإسكندرية وبقية العالم. تشمل هذه الوجهات عددًا من المدن العربية والأوروبية، مما يفتح فرصًا كبيرة للتبادل الثقافي والتجاري.
جهود المطار في تقليل الانبعاثات الكربونية
في ظل الاهتمام العالمي بقضايا البيئة، يتبنى مطار برج العرب استراتيجية مستدامة لتقليل البصمة الكربونية. تتمثل هذه الجهود في استخدام تقنيات حديثة تهدف إلى:
- تحسين كفاءة استهلاك الطاقة: استخدام أنظمة إضاءة ذكية ومعدات تستهلك طاقة أقل.
- إدارة النفايات: تنفيذ برامج لإعادة التدوير وتقليل النفايات.
- تشجيع النقل المستدام: توفير مرافق تدعم استخدام السيارات الكهربائية ووسائل النقل الجماعي.
أول مبنى صديق للبيئة في إفريقيا
يشهد مطار برج العرب حاليًا إنشاء أول مبنى صديق للبيئة في إفريقيا، وهو مشروع رائد يهدف إلى تقديم نموذج يُحتذى به في مجال البنية التحتية المستدامة. يعتمد المبنى على تصميمات مبتكرة وتقنيات متطورة مثل:
- استخدام الطاقة الشمسية: لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل المرافق.
- أنظمة التهوية الطبيعية: لتقليل الاعتماد على أجهزة التكييف.
- مواد بناء صديقة للبيئة: تقلل من التأثير البيئي على المدى الطويل.
من المتوقع أن يكون المبنى جاهزًا للتشغيل الفعلي قريبًا، مما يعكس التزام مصر بالمعايير الدولية في مجال الطيران المستدام.
تحديات وفرص
على الرغم من النجاحات التي حققها مطار برج العرب، فإنه يواجه بعض التحديات التي تتطلب حلولًا مبتكرة، مثل:
- زيادة الطلب: مع تزايد عدد الركاب، يحتاج المطار إلى توسيعات إضافية.
- التكنولوجيا: ضرورة تبني تقنيات جديدة لمواكبة التطورات العالمية.
في الوقت نفسه، يوفر المطار فرصًا كبيرة للاستثمار، سواء في مجال البنية التحتية أو الخدمات.
يمثل مطار برج العرب نموذجًا للتقدم والابتكار في مجال الطيران المدني بمصر. من خلال استيعابه لأكثر من 4 ملايين راكب سنويًا وتبنيه لمبادئ الاستدامة البيئية، يواصل المطار تعزيز مكانته كواحد من أهم المرافق الجوية في المنطقة. ومع قرب افتتاح أول مبنى صديق للبيئة في إفريقيا، يؤكد مطار برج العرب التزامه بتحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.