
أصبح التدخين الإلكتروني، أو ما يُعرف بـ”الفيب”، موضوعًا مثيرًا للجدل في السنوات الأخيرة، حيث يُنظر إليه كبديل أقل ضررًا للسجائر التقليدية، وخاصة بين البالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، ظهرت أدلة متزايدة على المخاطر الكبيرة التي تشكلها هذه الظاهرة، خاصة على الأطفال والمراهقين، مما يجعلها تهديدًا صحيًا واجتماعيًا يستحق الانتباه.
إغراء المراهقين للتدخين الإلكتروني
تُعتبر السجائر الإلكترونية وأجهزة التبخير مصممة بشكل جذاب، وتأتي بنكهات متنوعة مثل الفواكه، الشوكولاتة، والنعناع، مما يجعلها أكثر جاذبية للمراهقين. تُضاف إلى ذلك الحملات التسويقية التي تستهدف الشباب بشكل غير مباشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي.
المخاطر الصحية للتدخين الإلكتروني
- المواد الكيميائية الضارة: تحتوي السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية على مواد كيميائية قد تكون سامة عند استنشاقها، مثل النيكوتين والمواد المسرطنة.
- تأثير النيكوتين على الدماغ: يُؤثر النيكوتين على تطور الدماغ لدى المراهقين، مما يسبب مشاكل في التركيز، التعلم، وضبط العواطف.
- مشاكل الجهاز التنفسي: قد تسبب أبخرة السجائر الإلكترونية تهيج الرئتين وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية مثل الربو.
- الإدمان: تحتوي السجائر الإلكترونية على نسب متفاوتة من النيكوتين، مما يجعلها محفزًا قويًا للإدمان، خاصة بين الشباب.
انتشار الظاهرة بين الشباب
وفقًا للإحصائيات العالمية، ازداد استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. تعود الأسباب إلى عوامل متعددة، منها:
- قلة الوعي بالمخاطر الصحية.
- سهولة الحصول عليها بأسعار معقولة.
- الاعتقاد الخاطئ بأنها أقل ضررًا من السجائر التقليدية.
دور الأسرة والمجتمع في الحد من الظاهرة
- التوعية: يجب على الأهل والمدارس توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر التدخين الإلكتروني وتأثيراته السلبية على صحتهم ومستقبلهم.
- المراقبة: مراقبة استخدام الأجهزة الإلكترونية ومحتوى الإنترنت لمنع تعرض الأطفال لحملات تسويقية موجهة.
- القوانين واللوائح: فرض قيود على بيع السجائر الإلكترونية للقُصّر وتشديد الرقابة على تصنيعها وتوزيعها.
- تشجيع النشاطات البديلة: توفير بيئات صحية وأنشطة ترفيهية تعزز من صحة الشباب وتبعدهم عن مثل هذه العادات الضارة.
استنتاج
التدخين الإلكتروني ليس الحل المثالي للإقلاع عن التدخين، بل قد يكون فخًا يهدد صحة الأطفال والمراهقين. يجب أن تُكثف الجهود المشتركة بين الأسرة، المدارس، والحكومات لتقليل انتشار هذه الظاهرة وضمان مستقبل صحي وآمن للشباب.