صحة وطب

“ضحايا بدون ذنب: حين يُعالج الأبرياء من جراح صنعها المرضى”

كتب / دينا زكريا

في زوايا الحياة التي لا نراها كثيرًا، يعيش البعض بيننا وهم يحملون على أكتافهم أوجاعًا ليست من صنع أيديهم، بل من آثار علاقات سامة وأشخاص مختلين نفسيًا لم يعترفوا يومًا بأنهم بحاجة للمساعدة. والأسوأ من ذلك؟ أن الضحايا هم من ينتهي بهم المطاف على أرائك العلاج النفسي، بينما الجناة يمضون في حياتهم وكأن شيئًا لم يكن.

👥 العلاقات السامة… كيف تبدأ القصة؟

العلاقة السامة غالبًا ما تكون مغلفة بالكلام الجميل والمشاعر الزائفة في البداية. سواء كانت علاقة عاطفية، عائلية، أو حتى صداقة، الطرف المتألم غالبًا لا يدرك أنه عالق مع شخص لا يتعامل مع الآخرين بوعي نفسي سليم. هؤلاء الأشخاص يمكن يكون عندهم اضطرابات مثل النرجسية، اضطراب الشخصية الحدية، أو حتى اضطرابات سلوكية أخرى، لكنهم لا يفكروا في ان يطلبون مساعدة.

المصري الوطني

🧠 لماذا يُعاني الضحية ولا يتعالج الجاني ؟

الضحية غالبًا بيكون شخص حساس، متفهم، يسعى لفهم الطرف الآخر ومحاولة “إصلاح” العلاقة. لكن بدل ما يلقى تجاوب، يتعرض للوم، التقليل، التلاعب العاطفي (Gaslighting)، وأحيانًا حتى للعنف النفسي أو الجسدي. بعد فترة، تتراكم الجراح النفسية، ويبدأ الإحساس بالذنب، تدني احترام الذات، الاكتئاب أو حتى القلق المستمر. وهنا يبدأ رحلة العلاج…  لا لأنه هو المخطئ، بل لأنه تعب من الوجع اللي مفهمش سببه.

🛋️ العلاج النفسي… ممر الشفاء ولو ما كان العدل موجود

الضحية في جلسات العلاج يبدأ يفهم إنه ما كان السبب، وإنه كان يتعامل مع شخص مضطرب ما عنده استعداد للتغيير أو المواجهة. المعالج يساعده يفكك الصدمات، يعيد بناء هويته، ويسترجع ثقته بنفسه. لكن مع ذلك، يبقى شعور الظلم… ليه اللي آذاني حر، وأنا اللي لازم أتعالج؟

⚠️ خلينا نكون واعين: مش كل من “يبدو طبيعي” هو سليم نفسيًا

واحدة من أكبر المشاكل إن كثير من المصابين باضطرابات نفسية لا يذهبون للعلاج لأنهم لا يروا إن عندهم مشكلة. أو لأنهم يبررون أفعالهم، أو يحملون غيرهم المسؤولية. في المقابل، الأشخاص الواعين والعاطفيين هم اللي يسعون للعلاج والتطوير. لهذا السبب لازم نرفع الوعي إن القوة الحقيقية هي إنك تعرف متى تحتاج مساعدة… لا إنك تتجاهل مشاكلك وتكسر قلوب الناس حواليك.

🛡️ نصيحة لكل ضحية سابقة أو حالية:

إذا كنت تمر بعلاقة مؤذية، ثق تمامًا إن طلبك للمساعدة ليس ضعف، بل شجاعة عظيمة. اعرف إنك مش لوحدك، وإن كثيرين مثلك اضطروا يتعافوا من جراح ناس كان المفروض هم اللي يتعالجون. لا تلوم نفسك، لا تصدق الأكاذيب اللي قالوها عنك. أنت تستحق السلام.


💥 وختامًا… كلنا نحتاج نعيد تعريف “من يحتاج للعلاج” ونكسر الصورة النمطية!
المجتمع الواعي هو اللي يشجع كل شخص، مهما كان دوره، إنه يتوجه للعلاج النفسي بدون خوف أو خجل. ✨

Dina Z. Isaac

كاتبة محتوى متخصصة في إعداد المقالات الإخبارية والتحليلية لمواقع إلكترونية ومدونات متعددة. أمتلك خبرة تتجاوز أربع سنوات في مجال الكتابة والتدوين، حيث أحرص على تقديم محتوى مميز يجمع بين الإبداع والدقة، مع التركيز على جذب القارئ وتقديم المعلومات بشكل سلس وواضح. المهارات والخبرات: كتابة المقالات الإخبارية: إعداد تقارير وتحليلات شاملة تغطي أحدث الأخبار المحلية والعالمية. التدوين: كتابة مقالات متنوعة تغطي مجالات مثل التكنولوجيا، الصحة، التنمية الشخصية، وريادة الأعمال. تحسين محركات البحث (SEO): صياغة محتوى متوافق مع معايير السيو لتحسين ظهور المقالات في نتائج البحث. إدارة المحتوى: التخطيط للنشر، وإعداد جداول تحريرية، وتنظيم الحملات الرقمية. التدقيق اللغوي: ضمان خلو النصوص من الأخطاء اللغوية والنحوية لتقديم محتوى عالي الجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى