
كتب / عصام بطاح
القاهرة – في ظل التطورات المتسارعة في القطاع الطبي، أصبح الاستثمار في رعاية جراحة الأطفال وجراحاتهم ضرورة حتمية لتحسين حياة المواطنين وتخفيف العبء عن الأسر المصرية. حيث تلعب هذه الاستثمارات دورًا حيويًا في توفير خدمات طبية متقدمة، وتقليل معدلات المضاعفات، وتقديم رعاية صحية متكاملة للأطفال الذين يعانون من مشكلات جراحية معقدة.
وتُعد جراحة الأطفال من التخصصات الدقيقة التي تتطلب بنية تحتية متطورة، وأجهزة حديثة، وكوادر طبية مؤهلة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات في المستشفيات والمراكز المتخصصة. ويؤدي ذلك إلى تسريع تشخيص الحالات الحرجة، وتقليل فترات الانتظار لإجراء العمليات، وتحسين نسب النجاح، ما يساهم في تقليل الأعباء الاقتصادية والنفسية على الأسر.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور هاني إمبابي، استشاري جراحة الأطفال، أن “الاستثمار في هذا القطاع لا يُعتبر رفاهية، بل هو ضرورة لتحسين جودة الحياة، وتقليل معدلات الإعاقة والمضاعفات التي قد تؤثر على مستقبل الأطفال، فضلًا عن تخفيف الأعباء المالية على المواطنين من خلال تقديم رعاية متطورة بأسعار مناسبة”.
وأشار الخبراء إلى أن دعم جراحات الأطفال، سواء من خلال التمويل الحكومي أو القطاع الخاص أو المبادرات المجتمعية، يعزز من قدرة المستشفيات على استقبال الحالات الحرجة وإجراء العمليات الدقيقة مثل إصلاح العيوب الخلقية، وجراحات الجهاز الهضمي، والمسالك البولية، وجراحات المناظير المتقدمة.
ويطالب الأطباء بضرورة تبني سياسات تحفيزية للمستثمرين في المجال الصحي، من خلال تقديم تسهيلات ضريبية، ودعم البحوث العلمية، وإنشاء المزيد من المراكز المتخصصة، لضمان تقديم خدمات طبية تتماشى مع المعايير العالمية، وتوفر بيئة آمنة للأطفال المرضى.
في النهاية، يبقى الاستثمار في جراحة الأطفال خيارًا استراتيجيًا يساهم في بناء أجيال أكثر صحة، ويخفف العبء عن الأسر، ويدعم المنظومة الصحية ككل، مما يجعل من الضروري تعزيز الجهود لتطوير هذا القطاع الحيوي الذي يمس حياة آلاف الأطفال وأسرهم يوميًا.