
كتب / د . همدان محمد الكهالي
عـادتْ وعادَ الرّوحُ للجسدِ
بـعد الـفراقِ ولـوعة الـكمدِ
رقص الوفا في طلعِها طرباً
وبـكـى بـدمعٍ سـالَ كـالبردِ
وتـعـانقتْ أشـواقُـنا شـجناً
وتـنـفّستْ مـن كـثرةِ الـنهدِ
قـالتْ ومـا أقساكَ قُلتُ لها
أهـواكِ يـا أغـلى مـن الولدِ
هـاكِ الـعيون وما ترى هِبةٌ
برضاكِ يا عمري ويا سندي
يـا جـنَّة الـدنيا بـما رحـبتْ
يــا نـفحةَ الأحـبابِ بـالعقدِ
بـرضاكِ يـا أغلى من الدنيا
أهـديكِ عُـمراً صـكّ بالسندِ
لـولا غـرامي ما ذرفتُ دماً
كــلّا ولا عـاشَ الـمدى لـغدِ
لـكـنَّ فـيـكِ الـروحُ سـاكنةٌ
والـدهرُ لا يـخلو مـن النكدِ
أحـيـا بـعـينِيها إذا نـظـرتْ
وأموتُ إن غابتْ إلى الأبدِ
فـهي الـتي بـصبابةٍ نبضتْ
وسـعـيرُها كـالـماءِ والـبـردِ
لا تـسألوا ماذا جرى ومتى
فـالعينُ قـد تُبلى من الرمدِ