
كتبت / دينا زكريا
فتحي قورة هو اسم ارتبط بشخصيات بارزة في عالم الفن العربي، خاصة في فترة منتصف القرن العشرين، حيث كان أحد أهم صناع الأغنية الشعبية المصرية. أما كتاب “خارج الصورة” للكاتب هاري يوسف، فهو يعد واحدًا من الأعمال التي تلقي الضوء على كواليس عالم الفن والسينما في مصر، من خلال التركيز على بعض الشخصيات التي لم تكن دائمًا في الصدارة ولكنها لعبت دورًا محوريًا في تشكيل المشهد الفني. الباب الرابع من هذا الكتاب يسلط الضوء على الفنانة الكبيرة ليلى مراد، التي تعتبر واحدة من أبرز نجمات الغناء والسينما في مصر والعالم العربي.
يهدف هذا المقال إلى استكشاف العلاقة بين فتحي قورة، وهو شاعر الأغنية الشعبية، وبين ليلى مراد، من خلال منظور الكتاب، مع تحليل أثره الفني وأثرها الفني على الثقافة المصرية.
أولًا: فتحي قورة والهوية الفنية
فتحي قورة كان من الشعراء الذين أبدعوا في الأغنية الخفيفة، واستطاع أن ينقل مشاعر الشارع المصري بكلماته البسيطة والعميقة في آنٍ واحد. بدأ مشواره ككاتب للأغاني في الخمسينيات والستينيات، واشتهر بأسلوبه المرح الذي جذب اهتمام الجماهير والنقاد على حد سواء.
تعاون مع كبار الملحنين والمطربين في ذلك الوقت، مما ساعده على تقديم أعمال خالدة، وكان له أسلوب فريد يجمع بين الفكاهة والمشاعر الصادقة، وهو ما جعله متميزًا بين شعراء الأغنية المصرية.
ثانيًا: “خارج الصورة” والباب الرابع – ليلى مراد
كتاب “خارج الصورة” يستعرض شخصيات فنية كان لها أثر كبير في تاريخ السينما المصرية لكن لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي الكافي مقارنةً بغيرها. في الباب الرابع، يتناول الكاتب شخصية ليلى مراد بأسلوب تحليلي، كاشفًا عن الجوانب غير المعروفة في حياتها الفنية والشخصية.
يظهر الكتاب كيف كانت ليلى مراد شخصية حساسة ومجتهدة في عملها، وما مرت به من تحديات سواء في حياتها الفنية أو الخاصة. يعكس الباب الرابع تفاصيل علاقتها بزملائها في الوسط الفني، وكيف كان تأثيرها كبيرًا على معاصريها.
ثالثًا: العلاقة بين فتحي قورة وليلى مراد
لم تكن هناك علاقة فنية مباشرة بين فتحي قورة وليلى مراد، حيث أن الأخيرة كانت مرتبطة أكثر بالأغاني الكلاسيكية التي تميزت بالعذوبة والرومانسية، في حين أن فتحي قورة كان أكثر ميلًا إلى الأغاني الخفيفة ذات الطابع الشعبي والفكاهي. لكن يمكن القول إن كليهما كان جزءًا من المشهد الموسيقي المصري الذي شهد تطورًا ملحوظًا في تلك الفترة.
رابعًا: أثرهما على الأغنية المصرية
إذا نظرنا إلى تأثير كل من ليلى مراد وفتحي قورة على الأغنية المصرية، سنجد أن ليلى مراد ساهمت في تقديم الأغنية العاطفية ذات الطابع السينمائي، حيث ارتبطت أغانيها بالكثير من الأفلام التي قدمتها خلال مسيرتها. أما فتحي قورة، فقد ساهم في تقديم الأغنية الشعبية ذات الطابع البسيط، والتي تعبر عن حياة الناس اليومية.
من خلال هذه المقارنة، يمكننا أن نرى كيف كان كل منهما يكمل الآخر بطريقة غير مباشرة، حيث أضافا إلى المشهد الموسيقي أبعادًا مختلفة ساهمت في إثراء الأغنية المصرية.
خامسًا: استنتاجات
على الرغم من عدم وجود تعاون مباشر بين فتحي قورة وليلى مراد، إلا أن كلاهما كان له تأثير كبير في عالم الأغنية المصرية. من خلال كتاب “خارج الصورة”، نرى كيف كانت ليلى مراد شخصية استثنائية في الفن المصري، وكيف استطاع فتحي قورة أن يترك بصمته في الأغنية الشعبية.
يبقى تأثير هذين الفنانين حاضرًا في الذاكرة الجماهيرية، مما يجعلنا ندرك أهمية التنوع في الأغنية المصرية وأثره الكبير في تشكيل الثقافة الموسيقية العربية.