في إطار جهود الدولة الحثيثة لتطوير شبكة النقل العام وتحقيق الانضباط المروري، ناشدت وزارة النقل المواطنين والسائقين على الطريق الدائري الالتزام التام بعدم استخدام الحارة المخصصة لمسار الأتوبيس الترددي الذكي، والتي تقع في الحارة اليسرى من كل اتجاه بالطريق، مؤكدة أن هذه الحارة خُصصت بالكامل لخدمة الأتوبيسات الترددية التي تُعد أحد أعمدة منظومة النقل الذكية الحديثة في مصر.
منظومة جديدة نحو نقل ذكي وآمن
وتأتي هذه المناشدة ضمن رؤية الدولة لتحديث وتطوير قطاع النقل، بما يشمل دمج وسائل مواصلات صديقة للبيئة، تعتمد على النظام الذكي لتقليل زمن الرحلة وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين. فالأتوبيس الترددي، الذي بدأ تشغيله تجريبيًا على الطريق الدائري، يعد واحدًا من المشروعات الرائدة التي تهدف إلى تخفيف الزحام وتوفير وسيلة نقل عامة متطورة وآمنة، خاصة على واحد من أكثر الطرق الحيوية ازدحامًا في مصر.
مخالفة مرورية رادعة للحد من التعدي
في هذا السياق، أشارت وزارة النقل إلى التنسيق الكامل مع الإدارة العامة للمرور من أجل إقرار وتفعيل مخالفة مرورية رادعة بحق المركبات التي تتعدى على الحارة المخصصة للأتوبيس الترددي، مؤكدة أن هذا التوجه لا يهدف إلى التضييق على مستخدمي الطريق بقدر ما يسعى إلى فرض الانضباط المروري، والحفاظ على كفاءة واستدامة مشروع النقل الجديد، والحد من الحوادث التي قد تنجم عن التداخل غير المشروع في مسار الحافلات.
وأكدت الوزارة أن استمرار تداخل المركبات الخاصة والنقل في الحارة المخصصة للأتوبيسات الذكية من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل حركة الأتوبيسات، وعرقلة مواعيدها الدقيقة، وتعريض حياة الركاب والسائقين للخطر، فضلًا عن تشويه الصورة العامة لمنظومة النقل الحضاري التي تسعى الدولة إلى ترسيخها.
ثقة في وعي المواطنين
كما عبّرت الوزارة عن ثقتها الكبيرة في وعي المواطنين والتزامهم بتعليمات السلامة المرورية، مشددة على أن المشاركة المجتمعية واحترام قواعد المرور تعد ركيزة أساسية لنجاح أي مشروع قومي. وأضافت أن التزام المواطنين بعدم استخدام حارة الأتوبيس الترددي هو مساهمة مباشرة في الحفاظ على الأرواح وتقليل نسب الحوادث التي لطالما كانت سمة مأساوية للطريق الدائري لسنوات طويلة.
الطريق الدائري.. من نقطة ضعف إلى محور حضاري
ويُعد الطريق الدائري أحد أهم الشرايين المرورية في مصر، إذ يربط بين محافظات القاهرة الكبرى ويرتاده ملايين المواطنين يوميًا. وقد شهد الطريق خلال السنوات الأخيرة أعمال تطوير شاملة، سواء من حيث التوسعة، أو إنشاء الكباري، أو إدخال أنظمة ذكية للنقل، وكان من بين أبرز تلك التطويرات إطلاق مشروع الأتوبيس الترددي الذكي الذي يسير على مسار مخصص بعيدًا عن الزحام والاختناقات المرورية، بهدف تقديم خدمة سريعة وآمنة ومستدامة.
ويأتي المشروع كخطوة تنفيذية ضمن خطة الدولة لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل الجماعي، بما يسهم في خفض نسب التلوث البيئي، وتقليل استهلاك الوقود، وتحقيق العدالة المرورية بين مختلف فئات مستخدمي الطرق.
الدعوة للمشاركة في إنجاح المشروع
وفي ختام بيانها، دعت وزارة النقل جميع السائقين ومستخدمي الطريق الدائري إلى تحمل مسؤولياتهم في دعم نجاح المشروع الوطني للأتوبيس الترددي، موضحة أن الامتثال للقواعد الجديدة لا يصب فقط في مصلحة الدولة، بل هو ضمان مباشر لأمن وسلامة المواطنين على الطريق، ولبنة أساسية في بناء منظومة نقل ذكية ومتطورة تليق بمصر الجديدة.
وأضافت الوزارة أن التجربة المصرية في تطوير النقل الجماعي لا تزال في بدايتها، وأن المساهمة الإيجابية من المواطنين – سواء بالالتزام أو التبليغ عن المخالفين – ستكون العامل الأهم في نجاح المشروع وانتشاره في مناطق أخرى خلال المرحلة المقبلة.
