شهدت العلاقات بين مصر والبحرين تطورًا ملحوظًا على مدار العقود الماضية، وهو ما يتجلى في التعاون الوثيق بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية. وفي هذا السياق، جاء لقاء الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، مع السفيرة فوزية بنت عبدالله زينل، سفيرة مملكة البحرين في القاهرة، كخطوة جديدة نحو تعزيز هذه العلاقات التاريخية.
العلاقات المصرية البحرينية: تاريخ من التعاون والتوافق
تمتد العلاقات بين مصر والبحرين لعقود طويلة، وتشهد دائمًا توافقًا في الرؤى والمواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويعكس هذا التعاون الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، مثل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمملكة البحرين، وزيارات العاهل البحريني لمصر.
تتميز العلاقات بين البلدين بالتنسيق المستمر في الملفات الإقليمية والدولية، ولا سيما ما يتعلق بالقضايا العربية المشتركة، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية-العربية.
اتفاق الصداقة والتعاون: خطوة استراتيجية لتعميق الشراكة
ناقش محافظ القاهرة مع السفيرة البحرينية سبل تفعيل اتفاق الصداقة والتعاون بين القاهرة ومحافظة العاصمة البحرينية، والذي تم توقيعه في يونيو 2022 خلال زيارة الرئيس السيسي للبحرين.
أهداف الاتفاق:
- تعزيز التعاون المشترك: يهدف الاتفاق إلى تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، بما في ذلك تخطيط المدن، والمرافق العامة، والثقافة، والتعليم، والصحة، والسياحة، والرياضة.
- تبادل الخبرات: يسعى الاتفاق إلى تبادل الخبرات بين الجانبين للاستفادة من تجارب كل طرف في تطوير الخدمات والمشروعات.
- تعزيز التفاهم المتبادل: يعمل الاتفاق على تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين المصري والبحريني من خلال الأنشطة الثقافية والفنية.
محاور التعاون:
- التخطيط العمراني والبنية التحتية:
يمثل التعاون في تخطيط المدن أحد أبرز محاور الاتفاق، حيث تسعى القاهرة للاستفادة من تجارب البحرين في تصميم المدن الذكية وتطوير البنية التحتية. - الثقافة والفنون:
يشمل الاتفاق تبادل الأنشطة الثقافية والفنية، مما يسهم في تعزيز التفاهم بين شعبي البلدين. - التعليم والبحث العلمي:
يركز الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، بما في ذلك تبادل البعثات الدراسية وتنظيم المؤتمرات الأكاديمية المشتركة. - الصحة والطب:
يهدف التعاون في القطاع الصحي إلى تبادل الخبرات في إدارة المستشفيات وتطوير الخدمات الطبية، إضافة إلى إجراء أبحاث طبية مشتركة. - التجارة والاستثمار:
يمثل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين أحد المحاور الرئيسية للاتفاق، بما يفتح آفاقًا جديدة للشراكات الاقتصادية. - السياحة والبيئة:
يسعى الاتفاق إلى تعزيز التعاون في مجالات السياحة، مع التركيز على تطوير السياحة البيئية والثقافية.
الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الثنائي
أكد محافظ القاهرة أن هذا الاتفاق يأتي كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الثنائي بين مصر والبحرين، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
تعزيز الاستفادة المتبادلة:
يُعَد الاتفاق فرصة لتعزيز الاستفادة المتبادلة من الخبرات والموارد في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق المصالح المشتركة.
تعزيز العمل العربي المشترك:
يُسهم هذا التعاون في تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ويعكس التزام البلدين بدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.
آفاق التعاون المستقبلية
يمثل الاتفاق بين القاهرة والعاصمة البحرينية خطوة مهمة نحو تعميق الشراكة بين البلدين، مع التركيز على المجالات التالية:
- المدن الذكية:
تطوير مشروعات المدن الذكية والاستفادة من التجارب البحرينية في هذا المجال. - الاقتصاد الرقمي:
تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي لتطوير البنية التحتية الرقمية في البلدين. - الطاقة المتجددة:
التركيز على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، بما يدعم التحول إلى اقتصاد مستدام. - التكامل الثقافي:
تنظيم المزيد من الفعاليات الثقافية والفنية المشتركة لتعزيز التفاهم بين شعبي البلدين. - الابتكار والبحث العلمي:
دعم الابتكار في المجالات التقنية والعلمية من خلال تعزيز الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية في البلدين.
تعكس العلاقات بين مصر والبحرين نموذجًا مثاليًا للتعاون العربي-العربي. ومن خلال تفعيل اتفاق الصداقة والتعاون بين القاهرة والعاصمة البحرينية، تفتح البلدين آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات، مما يعزز من مكانتهما الإقليمية والدولية.
تظل الشراكة بين مصر والبحرين حجر الزاوية في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويُعَد الاتفاق الموقع بين العاصمتين خطوة نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار للشعبين الشقيقين
