محافظات بلدنا

تعرف على حياة الفنان ديمس روسيس المولود فى الإسكندرية

كتبت / دينا زكريا

OIP 4 أماكن الفسح في الإسكندرية

مدينة الإسكندرية، التي طالما اعتُبرت بوتقة للثقافات والحضارات، احتضنت عبر تاريخها الطويل عددًا كبيرًا من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، خاصة في الفن والموسيقى. ومن بين هؤلاء الذين أضاءوا سماء الفن العالمي، يبرز اسم الفنان اليوناني الشهير ديمس روسوس، الذي وُلد ونشأ في أحد أحياء المدينة العريقة، وتحديدًا بحي الأزاريطة، والذي رغم ترحاله وشهرته العالمية، لم ينسَ يومًا جذوره الأولى في هذه المدينة الساحلية المفعمة بالحياة.

وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز المعلومات عن هذا الفنان الذي جمع بين الهوية اليونانية والمولد المصري، ليكوّن شخصية فنية فريدة مزجت الشرق بالغرب في صوت لا يُنسى.


1- مغني عالمي من أصول مصرية ويونانية

يُعد ديمس روسوس واحدًا من أشهر الأسماء في عالم الموسيقى في القرن العشرين، وواحدًا من الفنانين القلائل الذين حظوا بشعبية جارفة في مختلف أنحاء العالم. ورغم أنه يوناني الجنسية، إلا أن نشأته الأولى في مصر، وبالتحديد في الإسكندرية، منحت موسيقاه نكهة خاصة، وساهمت في تشكيل خلفيته الثقافية المتنوعة، ما انعكس بشكل واضح على مسيرته الفنية الثرية.


2- وُلد في الإسكندرية عام 1946

وُلد ديمس روسوس في يوم 15 يونيو من عام 1946 بمدينة الإسكندرية، تلك المدينة التي عُرفت بتنوعها الثقافي والديني والعرقي، حيث عاش فيها المصريون واليونانيون والإيطاليون واليهود وغيرهم في انسجام لفترات طويلة من الزمن. وقد ساهم هذا التنوع في تشكيل هوية روسوس منذ طفولته، حيث نشأ وسط أجواء موسيقية وثقافية غنية.


3- بداية فنية من اليونان عبر فرقة “The Idols”

بعد أن غادر مصر مع أسرته في أعقاب التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد في خمسينيات القرن الماضي، انتقل ديمس روسوس إلى اليونان، حيث بدأت ملامح موهبته الفنية في الظهور. انضم إلى فرقة موسيقية شبابية تُعرف باسم “The Idols”، وهناك بدأ يخطو أولى خطواته نحو الاحتراف، حيث أظهر قدرات صوتية استثنائية جعلت منه نجمًا صاعدًا في عالم الغناء.


4- تألقه في فرقة الروك التقدمي “Aphrodite’s Child”

في أواخر الستينيات، شكّل روسوس نقلة نوعية في مشواره الفني بانضمامه إلى فرقة “أفرودايت شايلد” (Aphrodite’s Child) التي كانت تعزف نوعًا جديدًا من موسيقى الروك التقدمي. وسرعان ما حققت الفرقة نجاحًا ملحوظًا على المستوى الأوروبي، خاصة في فرنسا، بفضل أغانيها المبتكرة التي جمعت بين الطابع الغربي والموسيقى المتأثرة بالتراث المتوسطي. وكان صوت ديمس روسوس أحد أهم أسباب نجاح الفرقة وانتشارها.


5- تعاون فني مع الموسيقار “فانجليس”

من أبرز المحطات في حياة ديمس روسوس الفنية، تعاونه مع الموسيقار الشهير فانجليس باباثاناسيو، المعروف باسم “فانجليس”، الذي ذاع صيته لاحقًا كمؤلف موسيقى تصويرية لأفلام عالمية. كانت هذه الشراكة الفنية مثمرة للغاية، إذ جمعت بين صوت روسوس القوي العاطفي وبين الرؤية الموسيقية المتقدمة لفانجليس، ما أدى إلى إنتاج أعمال موسيقية لا تُنسى، ووضعت اسم ديمس روسوس في مصاف الفنانين العالميين.


6- زيارة مؤثرة لمسقط رأسه في حي الأزاريطة

ورغم انتقاله للعيش في اليونان ومن ثم تجواله في مختلف دول العالم، ظل ديمس روسوس يكنّ حبًا خاصًا لمسقط رأسه في حي الأزاريطة بمدينة الإسكندرية. وبعد أن حقق شهرة عالمية، حرص على العودة لزيارة المدينة التي شهدت ميلاده، حيث قام بجولة في الأحياء التي تربى فيها، واسترجع ذكرياته القديمة في الأزقة والمباني التي احتضنته في طفولته. وقد صرّح في أكثر من مناسبة أن الإسكندرية كانت وما زالت مصدر إلهام عاطفي وفني له، مشيرًا إلى أن الموسيقى التي نشأ على سماعها هناك كان لها تأثير دائم على ألحانه وأدائه.


إرث ديمس روسوس الفني

ترك ديمس روسوس خلفه إرثًا موسيقيًا غنيًا، حيث أصدر عشرات الألبومات بلغات متعددة، من بينها الإنجليزية والفرنسية واليونانية والإسبانية، بل وحتى العربية في بعض المناسبات. وكان يتميز بصوته الفريد الذي جمع بين القوة والدفء، وهو ما جعله محبوبًا لدى جمهور واسع ينتمي لثقافات متعددة.

وبفضل حضوره اللافت وصوته الأخّاذ، حققت أغانيه نجاحات كبيرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. ومن أشهر أغانيه: “Forever and Ever” و**”Goodbye My Love Goodbye”**، وهي أغانٍ لا تزال تُذاع حتى اليوم وتحتفظ بجاذبيتها الخاصة.


شخصية إنسانية متواضعة

بعيدًا عن النجومية، عُرف ديمس روسوس بتواضعه الشديد وابتسامته الدائمة، حيث كان حريصًا على التواصل مع جمهوره بشكل مباشر، وكان يحب الحديث عن طفولته في الإسكندرية، ويُظهر فخره بأصوله المتنوعة. وكان يرى أن الموسيقى جسر إنساني قادر على تجاوز الحدود واللغات، وهي الفكرة التي ظل يُكرّسها طوال مسيرته الفنية.


إن قصة ديمس روسوس ليست مجرد حكاية فنان شهير، بل هي قصة عن الهوية والانتماء والتنوع الثقافي. فرغم انتقاله من الإسكندرية إلى أوروبا، لم ينسَ المدينة التي ولد فيها، ولا الناس الذين شاركوه طفولته الأولى. وبفضل هذا المزج بين الجذور والمستقبل، استطاع أن يخلق لنفسه مكانًا مميزًا في ذاكرة الفن العالمي.

ولا يزال صدى صوته يذكّرنا بأن الفن لا يعرف حدودًا، وأن مدينة مثل الإسكندرية، بمزيجها الفريد من الثقافات، يمكن أن تُنتج فنانين قادرين على لمس قلوب الناس في جميع أنحاء العالم.

Dina Z. Isaac

كاتبة محتوى متخصصة في إعداد المقالات الإخبارية والتحليلية لمواقع إلكترونية ومدونات متعددة. أمتلك خبرة تتجاوز أربع سنوات في مجال الكتابة والتدوين، حيث أحرص على تقديم محتوى مميز يجمع بين الإبداع والدقة، مع التركيز على جذب القارئ وتقديم المعلومات بشكل سلس وواضح. المهارات والخبرات: كتابة المقالات الإخبارية: إعداد تقارير وتحليلات شاملة تغطي أحدث الأخبار المحلية والعالمية. التدوين: كتابة مقالات متنوعة تغطي مجالات مثل التكنولوجيا، الصحة، التنمية الشخصية، وريادة الأعمال. تحسين محركات البحث (SEO): صياغة محتوى متوافق مع معايير السيو لتحسين ظهور المقالات في نتائج البحث. إدارة المحتوى: التخطيط للنشر، وإعداد جداول تحريرية، وتنظيم الحملات الرقمية. التدقيق اللغوي: ضمان خلو النصوص من الأخطاء اللغوية والنحوية لتقديم محتوى عالي الجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى