البابا فرنسيس رحمه الله وموقفه من هرتزل اول من نادى بوطن قومي لليهود في فلسطين وسيناء

كتب / جرجس بشري

كتبت منذ سويعات منشورا ارفض فيه رفضا قاطعا الاصوات الشامتة في موت البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ودعوت له بالرحمة ،واكدت ان روح الشماتة في الموت ليست من المسيحية وتتنافى مع القيم الإنسانية ، واكدت ايضا انني انتقدت تصرفات لبابا الفاتيكان في حياته ، وفي رأيي أن البابا فرنسيس شخصية عامة عالمية لكونه اولا رئيس دولة الفاتيكان وايضا لكونه رئيس ديني للكاثوليك عبر العالم ،وبالتالي يجب ان يكون نقد الرجل بشكل بناء وموثق وبلياقة ، لانه موقعه الرسمي والديني لا يجعله فوق النقد لو اخطأ ولا يجعله ايضا بعيدا عن الإشادة والتقدير متى اصاب ، ولكني ارى أن اخطر موقف على الإطلاق للبابا الراحل فرنسيس بحكم صداقاته الكثيرة مع اليهود والحاخامات قبل ان يصل لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية هو تمجيده المفرط في ثيؤدور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية ، فقد اخترق البابا فرنسيس اجندة وجدول زيارته لإسرائيل وقام بوضع إكليل من الزهور على قبر هرتزل ،وبالتالي يكون اول بابا لكنيسة روما الكاثوليكية يرتكب هذا الفعل ، ومعلوم عن هرتزل انه اول من نادى بدولة لليهود في فلسطين بل انكر على الفلسطينيين حقهم في ارضهم التاريخية ، ومن يقرأ التاريخ يرى أن هرتزل هو اول من اقترح بتكوين دولة يهودية لليهود في سيناء .. وعن زيارة البابا فرنسيس للفلسطينيين ورفضه للصراع يؤكد صديقه اليهودي الحاخام سكوركا ، كما أن رئيس المؤتمر اليهودى العالمى ، رونالد لودر ، كان قد قال جملة خطيرة عن البابا فرنسيس وقت ان كان انتخب بابا للفاتيكان بقوله : “نحن على يقين من أن البابا الجديد سيواصل نفس الطريق الذى سلكه كل من يوحنا بولس الثانى وبنديكت 16، وأنه سوف يدين كافة أشكال معاداة السامية داخل وخارج الكنيسة الكاثوليكية ، وأنه لن يقف مكتوف الأيدى حيال الكنسيين الذين ينكرون المحرقة أو يقللون من شأنها ، كما أنه سوف يدعم الروابط بين الفاتيكان وإسرائيل” . كما قال نفس الحاخام عن زيارة البابا للفلسطينيين انها توازن سباسي ليس إلا .
اما من حيث إيجابيات البابا فرنسيس فهي تواضعه ودعوته للحوار بين الأديان والاهتمام بالفقراء ، إلا أن دعوته للحوار بين الاديان فكان مبالغا فيها حيث كان يهدف الى دمج الاديان الوضعية والسمائية في دين عالمي موحد . وبالتالي رغم ما يوجد للبابا فرنسيس رحمه الله من سلبيات إلا أنه لا يمكن إنكار بعض الإيجابيات التي يجب الإشادة بها على المستوى الإنساني ، واعيد واكرر رفضي التام لاي شماتة في موت هذا الرجل لان الشماتة في الموت لا تمت للإنسانية بصلة وروح الشماتة روح شريرة تتبرأ منها كافة الاديان والقيم والاعراف …
خالص العزاء للكنيسة الكاثوليكية وشعبها في وفاة البابا فرنسيس …