ثقافة

٤٧ عاما على زيارة السادات للقدس كامب ديفيد أغلى وثيقة معاهدة سلام فى التاريخ المصرى الحديث

مصطفى الجزار

كامب ديفيد معاهدة مر على تاريخها ٤٧ عاما حيث بدأت بزيارة الرئيس الراحل أنور السادات زيارة إلى إسرائيل فى ١٧ نوفمبر ١٩٧٧. بحثا عن معاهدة سلام بين مصر واسرائيل والتى على آثارها استردت مصر كامل أرضها على أرض سيناء
يقول بطرس غالي، وزير الدولة المصرية للشؤون الخارجية والذي رافق السادات في رحلته إلى القدس:
«كان رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن وأنور السادات يتشابهان تشابه الليل والنهار. فالأول يهودي بولوني، يحمل شهادة في الحقوق، ومجاز في الأدب الكلاسيكي، ومنظّر عنيد للصهيونية. أما الثاني فابن النيل، ذو ثقافة هزيلة، وبراغماتية تسمح له بتغيير آرائه.»

في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977، أنهى الرئيس المصري أنور السادات زيارة إلى دمشق بدأت في اليوم السابق. كانت الزيارة الأخيرة التي التقى فيها الرئيسُ السوري حافظ الأسد، لشرح مبادرته للسلام مع إسرائيل، وعرض عليه فيها الذهاب معه إلى القدس. سبع ساعات من النقاش لم يفلح خلالها السادات في إقناع الأسد بمشروعه، ولم يفلح الأسد في منع السادات من السير في خطته.
كان السادات قد وصل إلى دمشق على رأس وفد لم يتضمّن وزير خارجيته إسماعيل فهمي الذي اعتذر بداعي المرض، واستقال من منصبه في ذات اليوم بعد صدور إعلان مشترك إسرائيلي–مصري يحدد موعد الزيارة إلى إسرائيل بعد يومين، أي في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977.
يقول وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى في مذكراته:
«ذهب أنور السادات إلى دمشق بالفعل، وأعلن نبأ زيارته للقدس، حيث رفض الرئيس حافظ الأسد الفكرة من أساسها. وأعلن بعد ذلك ندمه أنه لم يقبض على الرئيس السادات وهو في دمشق لمنعه من زيارة القدس. وغادر الرئيس دمشق وهو يشعر – كما أعتقد – بشعورين: أولهما أنه عمل اللي عليه، وثانيهما: بركة يا جامع.»
ويذكر محمد حسنين هيكل أن «السادات» عندما حان الوقت لكي يغادر دمشق في تلك الزيارة، وقد صحبه الأسد إلى المطار وكلاهما في السيارة ساكت لا يتكلم، والصمت ثقيل على الأعصاب وخانق. وعند مدخل المطار تساءل الرئيس الأسد: «ما هو رأي القوى في مصر في هذا العمل؟» فرد الرئيس السادات بأن كل قوى الشعب المصري معه تؤيده وبنسبة مائة في المائة. وكانت تلك آخر الكلمات بين الرئيسين.
في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، تم إيقاف حركة الملاحة الجوية لمدة ساعة، وللمرة الأولى في إسرائيل، حطّت طائرة مصرية على الأرض الإسرائيلية. وكان على متنها الوزير المصري لشؤون الرئاسة، ومسؤول المراسم، وحاجب السادات، ومساعده، وطاهيه الخاص، ورجال أمن، واختصاصيو اتصالات، وعدد من أمناء السر والموظفين. ونزل الجميع في «فندق الملك داوود» في القدس حيث حُجزت مئة غرفة.
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، عند الثامنة مساء، حطّت طائرة الرئيس المصري أنور السادات في مطار بن غوريون. ويصف الصحافي الفرنسي سوليه المشهد:
«حين فُتح باب الطائرة، لم يكن السادات أول من ظهر، بل امرأة، تلاها أشخاص آخرون، وأخيراً… ظهر هو. وفي أصقاع العالم كلها، أحس المشاهدون وكأنهم يتفرجون على وصول الإنسان الأول إلى سطح القمر. كان يرتدي بزة رمادية مشرقة اللون، ويبتسم ابتسامة خفيفة.»
كان يرافق السادات وفد ضم: الدكتور مصطفى خليل، وحسن كامل، والدكتور بطرس غالي، وأسامة الباز، وحسين حسونة. وتقدّم للسلام والتحية على جميع مستقبليه من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وجولدا مائير، وموشيه ديان، وعزرا وايزمان، وشيمون بيريز، وغيرهم.
يقول بطرس غالي:
«في جناحه في الطابق السادس في فندق الملك داوود كان اللقاء الأول لمدة ساعة كاملة حاسماً بين السادات وبيغن.»
ويضيف: «في ذلك المساء، قرر الرجلان أن تُحل الخلافات التي قد تطرأ بين بلديهما، ومهما كانت، بالوسائل السلمية.»
نجهل من منهما بادر إلى استعمال عبارة: «لا حرب بعد اليوم، لا سفك دماء بعد اليوم.»
لكنّ كليهما تبنّاها في اليوم التالي. فقد راح بيغن يردد: «لا حرب بعد اليوم، لا سفك دماء بعد اليوم»، فيما جعلها السادات قولاً مسجّعاً خاصاً به:
No more war after the October war (لا حرب بعد حرب أكتوبر أبداً).
في اليوم التالي ألقى السادات خطابه الشهير في الكنيست، ومما جاء فيه: أن مصر تريد انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من كل الأراضي العربية التي احتُلّت عام 1967، وأن المشكلة الفلسطينية هي جوهر الصراع وبداية الحل. وبالرغم من ذلك فإن مناحيم بيغن، في رده على السادات، أعاد تكرار كل مواقفه المتشددة المعروفة، وقال: «إن أحداً لا يستطيع أن يأخذ شيئاً في مقابل لا شيء!»
يقول روبير سيليه:
«أما في العالم العربي، فقد حلّ الغضب محل الذهول، ووقعت اعتداءات ضد سفارتي مصر في أثينا وبيروت. كما أحرقت سفارة مصر في طرابلس الغرب على أيدي متظاهرين تلقّوا الأمر من القذافي بلا شك. أُعلن في سوريا يوم حداد وطني. أما الأمير السعودي فهد، وبرغم أنه مقرب من الولايات المتحدة، فقد ابتهل إلى الله بأن تسقط الطائرة التي تقل السادات إلى القدس وتتحطم قبل أن يصل إليها.»
أما إسرائيل فقد عاشت حالة من النشوة. وخصّصت الصحف صفحات كاملة لـ«الرجل الشجاع» الذي دأبت حتى ذلك الحين على تصويره بصورة السياسي المرائي الساعي إلى الحرب. وأخذت إذاعة الجيش الإسرائيلي تبث أغاني لأم كلثوم. وسُلّمت عبر إنترفلورا باقة فخمة من الزهور، طلبتها من تل أبيب جمعية بائعي الزهور الإسرائيليين، إلى مقر إقامة السادات، أرفقت ببطاقة تتمنى للرئيس المصري رحلة سعيدة. كان الأمر وكأن التوقيع على السلام قد تم!
يُذكر أن السادات كان قد عرض أمام مجلس الأمة المصري موضوع الذهاب إلى إسرائيل قبل ذهابه بعشرة أيام، بحضور رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات الذي كان حاضراً اجتماع مجلس الأمة، ما أصاب العالم العربي والعالم وقتها بالذهول.
أما عن العلاقات بين السادات والأسد، فقد بدأ التوتر بعد انتهاء حرب أكتوبر وبدء السادات مفاوضات فك الاشتباك بين مصر وإسرائيل في 18 يناير/ كانون الثاني 1974. وأدّى هذا الأمر إلى بداية التوتر في العلاقات. ففي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1973 وصل الأسد إلى القاهرة وتباحث مع السادات قبل التوجه إلى مؤتمر القمة في الجزائر حول فضّ الاشتباك، التي رفضها الأسد لأنه لم يكن يعرف هذا المصطلح من قبل.
صمم الرئيس السادات على استرداد الأرض ونشر السلام لبناء الجبهة الداخلية فى التنمية إلى أن وصلت إلى معاهدة كامب ديفيد التى رسمت خطوط السلام ومهدت الطريق الشاق الى توقيع وثيقة معاهدة كامب ديفيد على السلام واسترداد مصر لارضها .

170cacb5 a004 40a0 a9e8 6480747d008c dece0730 b1bb 45b0 931e 77ded04a25a2 e09e3a79 6e78 4f26 904f 2504dd859351

Dina Z. Isaac

كاتبة محتوى متخصصة في إعداد المقالات الإخبارية والتحليلية لمواقع إلكترونية ومدونات متعددة. أمتلك خبرة تتجاوز أربع سنوات في مجال الكتابة والتدوين، حيث أحرص على تقديم محتوى مميز يجمع بين الإبداع والدقة، مع التركيز على جذب القارئ وتقديم المعلومات بشكل سلس وواضح. المهارات والخبرات: كتابة المقالات الإخبارية: إعداد تقارير وتحليلات شاملة تغطي أحدث الأخبار المحلية والعالمية. التدوين: كتابة مقالات متنوعة تغطي مجالات مثل التكنولوجيا، الصحة، التنمية الشخصية، وريادة الأعمال. تحسين محركات البحث (SEO): صياغة محتوى متوافق مع معايير السيو لتحسين ظهور المقالات في نتائج البحث. إدارة المحتوى: التخطيط للنشر، وإعداد جداول تحريرية، وتنظيم الحملات الرقمية. التدقيق اللغوي: ضمان خلو النصوص من الأخطاء اللغوية والنحوية لتقديم محتوى عالي الجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى