
كتب / عادل فهمي
في زمن أصبحت فيه القراءة ترفًا باهظًا، يظهر الكاتب والصحفي المصري يوسف النصر ليقدّم تجربة مختلفة؛ رواياته متاحة للتحميل والقراءة مجانًا عبر جوجل وعلى أكثر من منصة، مؤكدًا أن الأدب رسالة قبل أن يكون تجارة.
وُلد يوسف النصر في محافظة أسيوط عام 1998، وبدأ مسيرته في الصحافة والإعلام قبل أن يتفرغ للكتابة الروائية. تولى منصب رئيس تحرير جريدة قلم السلام عام 2021، لكنه وجد في الأدب مساحة أوسع للتعبير، فكتب مجموعة كبيرة من الروايات التي أثارت نقاشًا واسعًا بين القراء.
من أبرز أعماله رواية “نظرية الفرفطة”، واحدة من أكثر النصوص إثارة للجدل، حيث يتناول موضوع الانتحار من زاوية إنسانية فلسفية. تدور حول طبيب يُدعى د. شريف يلتقي بعشرين شخصًا يرغبون في إنهاء حياتهم، فيستمع إلى حكاياتهم ويترك لكل واحد حرية اختيار طريقه. الرواية تكشف مأساة العزلة والضغط الاجتماعي، وتطرح سؤالًا عميقًا: هل الانتحار هروب أم صرخة للنجاة؟ هذه الرواية، مثل باقي أعماله، متوفرة للتحميل والقراءة مجانًا عبر جوجل.
أما رواية “المهدور” فتفتح ملف ضياع الإنسان بين قيود المجتمع وأحلامه المؤجلة، بينما تعكس رواية “حرام في حرام” التناقضات الأخلاقية التي نعيشها في واقعنا اليومي. وفي “8 ساعات حب” قدّم يوسف النصر تجربة مختلفة، حيث ناقش معنى الحب في زمن السرعة، وهل هو حب حقيقي أم مجرد تعوّد؟ كل هذه الأعمال متاحة للقارئ على الإنترنت بسهولة، وبالمجان.
إلى جانب ذلك، برع الكاتب في تقديم نصوص ساخرة مثل رواية “نعم أنا غبي”، ونصوص اجتماعية لامست قلوب القراء مثل “بنت الجلنف” و*”رهيفة هانم إدريس”*، وكذلك أعمال تمزج بين النقد والسخرية مثل “أنا رجل يا حنان”.
لكن يوسف لا يتوقف عند ما نشره، بل يجهز حاليًا لعدد من الأعمال الجديدة التي ينتظرها جمهوره. من بينها رواية “شاتجو”، التي تحكي عن شاب عاش عزلة قاسية بسبب التنمر فحوّل ألمه إلى مشروع تقني يغيّر حياة الآخرين، وكذلك رواية “ماذا لو عاد فرعون؟” التي تطرح سؤالًا تاريخيًا جريئًا: كيف سيكون العالم لو عاد فرعون إلى عصرنا الحديث؟ وهناك أيضًا رواية “كن إنسان”، نص إنساني يبحث في معنى الرحمة والأخلاق في زمن مادي بحت.
اللافت في تجربة يوسف النصر ليس فقط غزارة إنتاجه، بل أيضًا حرصه على كسر الحواجز بين الكاتب والقارئ. فكل رواياته يمكن تحميلها وقراءتها مجانًا من جوجل أو عبر موقعه الرسمي، ليؤكد أن رسالته الأولى هي أن يصل صوته إلى كل قارئ دون عوائق.
بهذا النهج المختلف، يثبت يوسف النصر أنه ليس مجرد كاتب يضيف عناوين جديدة إلى رفوف المكتبات، بل مشروع أدبي يصرّ على أن يجعل الأدب متاحًا للجميع، وأن يحوّل الكتابة إلى مساحة حرة للحوار والفكر، بعيدًا عن قيود السوق.