علوم و تكنولوجيا

إكس تحاول استغلال حظر تيك توك بطرح ميزة جديدة للفيديوهات الطولية

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، تتغير ملامح المنافسة بسرعة كبيرة، حيث تتسابق الشركات للحصول على أكبر حصة من السوق. ومن أبرز الظواهر التي شهدتها الساحة الرقمية في السنوات الأخيرة هو الانفجار الكبير في الشعبية التي حققتها منصة “تيك توك”، والتي أصبحت واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخدامًا في العالم. إلا أن “تيك توك” لم يكن محصنًا ضد التحديات القانونية التي واجهها في عدة دول، مما أدى إلى فرض حظر عليه في بعض المناطق. وفي هذا السياق، ظهرت “إكس”، المنصة التي كانت تعرف سابقًا بـ “تويتر”، لتستفيد من هذا الحظر، مقدمةً ميزة الفيديوهات الطولية كبديل مهم للأفراد الذين يبحثون عن طرق جديدة للتفاعل مع المحتوى. هذا التحول يعد نقطة تحول في استراتيجية “إكس”، التي تسعى للاستفادة من التغييرات التي طرأت على ساحة التواصل الاجتماعي.

المصري الوطني- Elon Musk

القسم الأول: حظر تيك توك وتأثيره على منصات التواصل الاجتماعي
شهدنا في الآونة الأخيرة اتخاذ بعض الحكومات في دول متعددة إجراءات حظر ضد تطبيق “تيك توك” على أراضيها، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني، خاصة فيما يتعلق بجمع البيانات الشخصية للمستخدمين. هذه الخطوة تركت العديد من المستخدمين في حالة من الارتباك، حيث أن تيك توك أصبح جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية. ولذلك، أصبح من الضروري وجود بدائل أخرى توفر نفس المزايا التي يقدمها تيك توك، مثل التفاعل مع مقاطع الفيديو القصيرة والجذابة. منصات مثل “إنستجرام” و”سناب شات” حاولت تقديم بدائل، لكن لم يكن لها التأثير الكبير الذي أحدثه “تيك توك”.

مع تصاعد هذه الأزمات، ظهرت فرص كبيرة لمنصات أخرى لاستقطاب هؤلاء المستخدمين، ومن أبرز هذه المنصات كانت “إكس”. فمنصة “إكس” تمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة من المستخدمين، لكنها كانت تفتقر إلى بعض الميزات التي جعلت تطبيق “تيك توك” يحقق نجاحًا كبيرًا، مثل الفيديوهات القصيرة والمحتوى المرئي الجذاب. ومع الحظر المفروض على تيك توك، جاءت الفرصة لـ “إكس” لتلبية احتياجات المستخدمين الجدد عبر تقديم ميزة جديدة في الفيديوهات الطولية.

القسم الثاني: إكس (تويتر سابقًا) في صدارة المنافسة
منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر، شهدت المنصة العديد من التغييرات الجذرية التي كان أبرزها تغيير الاسم من “تويتر” إلى “إكس”. وقد تبع هذا التغيير العديد من التعديلات على مستوى واجهة المستخدم، إضافةً إلى محاولات جديدة لإعادة صياغة استراتيجيتها بما يتماشى مع احتياجات العصر الرقمي الحديث. على الرغم من تاريخها الطويل كموقع للتغريدات النصية، إلا أن “إكس” بدأت تسعى في الآونة الأخيرة لتوسيع نطاق خدماتها وتقديم ميزات مشابهة لتلك التي تقدمها منصات أخرى مثل “إنستجرام” و”فيسبوك” و”تيك توك”.

يعتبر دخول “إكس” في عالم الفيديوهات الطولية خطوة مهمة نحو تحول المنصة إلى منصة متعددة الوسائط تتيح للمستخدمين تجربة غنية تشمل النصوص والصور والفيديوهات. ومع الانتشار الكبير للفيديوهات الطولية في المنصات الأخرى، كان من الطبيعي أن تسعى “إكس” لتقديم هذه الميزة لتلبية احتياجات جمهورها.

القسم الثالث: ميزة الفيديوهات الطولية في “إكس”
الفيديوهات الطولية تعد واحدة من أكثر صيغ المحتوى جذبًا في عصرنا الحالي، وهو ما يجعلها محط اهتمام كبير لدى منصات التواصل الاجتماعي. “إكس”، من خلال طرحها لهذه الميزة، تستهدف تقديم تجربة مشابهة لتلك التي قدمها تيك توك من حيث المحتوى الرأسي المتنقل الذي يتيح للمستخدمين التفاعل مع المحتوى بطريقة مبتكرة.

الميزة الجديدة التي تقدمها “إكس” تمثل فرصة لتحسين التفاعل مع الجمهور من خلال فيديوهات عمودية (vertical videos)، حيث تتوافق هذه الميزة مع تصميم الهواتف المحمولة التي أصبحت الشاشات الرئيسية للتفاعل مع هذه الأنواع من المحتوى. وتسمح الفيديوهات الطولية في “إكس” للمستخدمين بإنشاء محتوى مميز ومناسب للمجال الذي يبحثون فيه عن التفاعل، سواء كان ذلك في مجال الموضة، الرياضة، التكنولوجيا، أو حتى الفنون.

القسم الرابع: التحديات التي قد تواجه “إكس” في تطبيق الميزة الجديدة
على الرغم من أن ميزة الفيديوهات الطولية قد تكون خطوة مهمة لجذب مستخدمي “تيك توك” المتأثرين بالحظر، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تواجه “إكس” في تنفيذ هذه الميزة بنجاح. أول هذه التحديات هو التنافس مع منصات أخرى تقدم نفس النوع من المحتوى، مثل إنستجرام الذي يملك ميزة “Reels” وفيسبوك الذي يدعم أيضًا الفيديوهات الطولية. كما أن “سناب شات” يقدم نفس المزايا بشكل كبير، مما يجعل “إكس” مضطرة للعمل على تحسين ميزاتها التفاعلية لضمان عدم تراجعها في المنافسة.

علاوة على ذلك، تحتاج “إكس” إلى توفير أدوات احترافية لتحرير الفيديوهات، بحيث يستطيع المستخدمون إنتاج محتوى متقن يعكس الجودة التي يتوقعها الجمهور. ويمثل ذلك تحديًا بالنسبة للمنصة، لأن القدرة على تحرير مقاطع الفيديو بجودة عالية تعتبر من العوامل المهمة في جذب المستخدمين.

القسم الخامس: استراتيجية تسويق الفيديوهات الطولية في “إكس”
من أجل تعزيز ميزة الفيديوهات الطولية، يجب على “إكس” اعتماد استراتيجيات تسويقية مبتكرة تهدف إلى جذب المزيد من المستخدمين وتوفير تجربة مميزة. يمكن للمنصة التعاون مع المؤثرين والمدونين الذين يمتلكون جمهورًا كبيرًا على منصات أخرى، مثل “تيك توك” أو “إنستجرام”، لتسويق ميزة الفيديوهات الطولية على منصتها.

كما يمكن لـ “إكس” إقامة حملات إعلانية ترويجية للتعريف بالفيديوهات الطولية، مع التركيز على مميزات مثل التفاعل السهل مع الفيديوهات، وتقديم أدوات تحرير بسيطة وفعالة.

القسم السادس: تحليل بيانات المستخدمين وتوجيه المحتوى المناسب
من أجل نجاح ميزة الفيديوهات الطولية في “إكس”، يجب على المنصة أن تستغل بيانات المستخدمين لتوجيه المحتوى المناسب لهم. من خلال تحليل اهتمامات المستخدمين وتفاعلاتهم مع الفيديوهات المنشورة، يمكن لـ “إكس” تقديم توصيات مخصصة تساعد في تحسين تجربة المستخدم. هذا النوع من التخصيص سيعزز من بقاء المستخدمين على المنصة لفترات أطول، مما يزيد من فرص التفاعل والمشاركة.

القسم السابع: التوسع الدولي وأثره على استراتيجيات إكس
مع توسع “إكس” في مختلف الأسواق العالمية، تصبح مهمة تحسين تجربة الفيديوهات الطولية أكثر تعقيدًا. يجب أن تضع “إكس” في اعتبارها اختلافات الثقافة وتفضيلات المستخدمين في مناطق متعددة حول العالم. إضافة إلى ذلك، سيكون من الضروري أن تقوم “إكس” بتكييف هذه الميزة مع القوانين المحلية والتنظيمات التي قد تختلف من دولة إلى أخرى.

في ظل التحديات التي تواجه “تيك توك” بسبب حظر بعض الدول لتطبيقها، تقدم “إكس” فرصة حقيقية للمستخدمين الذين يبحثون عن بدائل. من خلال تقديم ميزة الفيديوهات الطولية، تسعى “إكس” لتعزيز تجربتها التفاعلية وجذب جمهور جديد من محبي المحتوى المرئي. وبينما تواجه المنصة تحديات عديدة في تنفيذ هذه الميزة على أكمل وجه، إلا أن الفرص المتاحة أمامها لتحقيق النجاح تبقى واسعة. إذا نجحت “إكس” في استغلال هذه الفرصة بشكل مبتكر، فمن المحتمل أن تشهد تحولًا كبيرًا في مكانتها في سوق وسائل التواصل الاجتماعي.

Dina Z. Isaac

كاتبة محتوى متخصصة في إعداد المقالات الإخبارية والتحليلية لمواقع إلكترونية ومدونات متعددة. أمتلك خبرة تتجاوز أربع سنوات في مجال الكتابة والتدوين، حيث أحرص على تقديم محتوى مميز يجمع بين الإبداع والدقة، مع التركيز على جذب القارئ وتقديم المعلومات بشكل سلس وواضح. المهارات والخبرات: كتابة المقالات الإخبارية: إعداد تقارير وتحليلات شاملة تغطي أحدث الأخبار المحلية والعالمية. التدوين: كتابة مقالات متنوعة تغطي مجالات مثل التكنولوجيا، الصحة، التنمية الشخصية، وريادة الأعمال. تحسين محركات البحث (SEO): صياغة محتوى متوافق مع معايير السيو لتحسين ظهور المقالات في نتائج البحث. إدارة المحتوى: التخطيط للنشر، وإعداد جداول تحريرية، وتنظيم الحملات الرقمية. التدقيق اللغوي: ضمان خلو النصوص من الأخطاء اللغوية والنحوية لتقديم محتوى عالي الجودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى