
كتب / مصطفي الجزار
من ذكريات طفولتنا، ننتظر ونحن كنا صغار أن نشاهد على شاشة التليفزيون الابيض والأسود فى فترة السبعينات والثمانينات والنصف الأول من التسعينات مدفع الإفطار عندما يتحرك جندى قبل موعد اذان المغرب الى مدفع قديم عجلاتة خشبية كبيرة وفهوتة نحاسية وماسورتة حديدية ويدخل مقذوف ملئ بالبارود يشبة الصاروخ الصغير ثم يشد الجندى السير المصنوع من السلوك المجدلة تشبة الحبل إلى الخلف ( الوراء) فينطلق شعلة نار بفهوة المدفع فتحدث صوتا ضخما،وتسبقة صوتا مدفع الإفطار اضرب وبعدها يدوى صوت المدفع من أعلى نقطة من جبل المقطم المطل على القاهرة التاريخية وتحديدا من منطقة القلعة ليسمعة مناطق الضرب الاحمر والدراسة والحسين والازهر إلى منطقة باب الخلق مستغلا هدوء القاهرة التاريخيةوبساطة أهلنا وعفويتهم فى الحياه فأصبح من موروثات الشهر الكريم ، فيؤذن اذان المغرب وكانت سعادتنا أن نسمع صوت المدفع ونحن نلتف حول الطبلية وبعض الاسر كانت تسمعة من الراديو الترانسوزتور فكثير من الأسر لم يدخل وقتها جهاز التليفزيون بيوتهم ولكن لا نعرف نشأتة .
بدايتة كما تقول الروايات وتراث وتقاليد التاريخ الاسلامى ان البداية متعددة الروايات ، تذكر أنه عند غروب شمس اليوم الأول من رمضان عام (865هـ- 1444م)، أراد “خوش قدم” والي مصر في العصر الإخشيدي، أن يجرب مدفعًا جديدًا أهداه له أحد الولاة وقت الغروب؛ فظن الناس أن السلطان تعمّد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان؛ فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم، تشكر السلطان على هذا العمل الحسن التي استحدثه، وعندما رأى السلطان سرورهم؛ قرّر المضيّ في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعيْ السحور والامساك .
تقول رواية ثانية إن انطلاق مدفع الإفطار، جاء في عهد محمد علي الكبير عام 1805م، وجاء بمحض الصدفة؛ حيث كان محمد علي مهتمًا بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي، يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، وكان ذلك سببًا في إسعاد الناس، الذين اعتبروا ذلك أحد المظاهر المهمة للاحتفاء والاحتفال بهذا الشهر المبارك، واستُخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه لوقتيْ الإفطار والسحور.
و تقول حكاية أخرى إن أول مدفع أُطلق للتنبيه للإفطار والإمساك في رمضان، كان في عهد الخديوي إسماعيل؛ مستدلين بوجود “مدفع الحاجة فاطمة” في قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوي إسماعيل؛ إذ يوجد مدفع إفطار تاريخي يسمى “مدفع الحاجة فاطمة”، والذي تباينت روايات المؤرخين حول أسباب تسميته بهذا الاسم؛ ولكن الرواية الأشهر في هذا الصدد تُقِرّ بأن اسمه يقترن بالأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من 18 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879.
هكذا انتشر مدفع رمضان وأصبح موروث ثقافة فى اذان الصغار والكبار فى موعد ألافطار والامساك بشهر رمضان