
كتبت دينا زكريا
في إطار حرص وزارة الداخلية على التصدي لمحاولات إثارة البلبلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكشف الحقائق أمام الرأي العام، كشفت الأجهزة الأمنية تفاصيل وملابسات مقطع فيديو أثار ضجة كبيرة مؤخرًا، وادعى ناشروه أنه يوثق لحظة “خطف طفل” في وضح النهار بمنطقة الجيزة.
وتداول عدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر قائد مركبة “توك توك” وشخصًا آخر يحاولان جذب طفل من يد سيدة كانت تسير بصحبته في أحد الشوارع، في مشهد بدا صادمًا ومثيرًا للقلق، ما دفع العديد من المستخدمين إلى إعادة تداوله على نطاق واسع، مطالبين بسرعة تدخل الجهات الأمنية.
لكن سرعان ما أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا يوضح حقيقة المقطع وظروف تصويره، وذلك بعد قيام الجهات المعنية بفحص الفيديو بدقة وتحليل المشهد المصور.
الواقعة قديمة.. والخلفية خلافات زوجية
وبحسب بيان الوزارة، فقد تبيّن أن المقطع المتداول لا يوثق حادثة حديثة كما أشيع، بل يعود إلى شهر يناير من العام الجاري، أي قبل عدة أشهر. وأظهرت التحقيقات أن السيدة الظاهرة في المقطع مقيمة بدائرة قسم شرطة الوراق بمحافظة الجيزة.
وباستدعائها وسؤالها عن ملابسات ما جرى، أفادت بأن الشخص الذي ظهر وهو يحاول الإمساك بأحد أطفالها هو في الحقيقة “زوجها”، وأن الواقعة لا تتعلق بأي محاولة خطف من مجهولين كما زُعم، بل جاءت في سياق خلافات أسرية متصاعدة بين الطرفين.
وأكدت السيدة أن زوجها باغتها أثناء سيرها في الشارع بصحبة أطفالها، حيث حاول سحب أحد الأبناء عنوة، ما أدى إلى نشوب مشادة كلامية حادة تطورت إلى مشاجرة، قام خلالها الزوج بالاعتداء عليها بالضرب أمام المارة.
الحكم صدر منذ أشهر.. والتنفيذ الآن
ووفقًا للبيان، فقد تم إلقاء القبض على الزوج وقت وقوع الحادثة في يناير الماضي، وخضع حينها للتحقيقات أمام الجهات المختصة. وعلى ضوء تلك التحقيقات، صدر ضده حكم غيابي بالحبس والغرامة نتيجة ما اقترفه من أفعال.
لكن خلال الأيام الماضية، ومع انتشار الفيديو مجددًا وتداوله تحت مزاعم جديدة، قامت الجهات المعنية بإعادة فتح ملف الواقعة، وتم تقنين الإجراءات القانونية اللازمة لضبط المحكوم عليه.
وبالفعل، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان تواجده واستهدافه، حيث تم ضبطه لتنفيذ الحكم الصادر بحقه. كما تم ضبط مركبة “التوك توك” الظاهرة في المقطع، بالإضافة إلى قائد المركبة، لمراجعة مدى تورطه في الحادث أو في نشر المقطع.
ناشر الفيديو يعترف: هدفه كان المشاهدات والأرباح
وخلال التحقيقات، توصلت الجهات الأمنية إلى هوية الشخص الذي أعاد نشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين أنه يقيم بمحافظة الإسكندرية.
وبمواجهته، أقر المتهم أنه كان على علم بأن الفيديو قديم ولا يرتبط بواقعة جديدة، لكنه قرر نشره مجددًا بزعم أنه يوثق محاولة خطف طفل، بهدف إثارة الجدل ورفع معدلات التفاعل والمشاهدات على صفحته الخاصة، سعيًا وراء تحقيق أرباح مادية من منصات التواصل.
وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد جميع المتورطين في هذه الواقعة، سواء ممن قاموا بالفعل الأصلي أو الذين ساهموا في إعادة ترويج الفيديو بصورة مضللة.
الداخلية تحذر من الترويج لمحتوى مضلل
وفي ختام بيانها، جدّدت وزارة الداخلية تحذيرها للمواطنين من مغبة تداول مقاطع الفيديو دون التحقق من صحتها، خاصة تلك التي تتناول وقائع حساسة مثل الخطف أو العنف أو الجرائم، لما تسببه من إثارة الذعر بين المواطنين والتأثير السلبي على الأمن العام.
كما أكدت أنها لن تتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه من يثبت تورطهم في نشر معلومات كاذبة أو مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة إذا كان ذلك بهدف تحقيق أرباح مادية أو مصالح شخصية على حساب الأمن المجتمعي.