تقارير مصرية

عزيزة فحلة أشهر فتوة فى مصر

كتب / مصطفي الجزار

حصلت السيدة صبحه إبراهيم علي عيسى الغندور، الشهيرة بـ «عزيزة الفحلة»، على لقب أشهر فتوة في المغربلين، خلال حياتها.

EeCW83yWsAEVkw1

تزوجت السيدة صبحة إبراهيم علي عيسى الغندور الشهيرة بـ «عزيزة الفحلة» من ابن عمها المقيم بمنطقة باب الخلق، وبعد زواجها انتقلت للعيش معه، وأنجبت ابنتها نبوية، ثم حصلت على الطلاق، لتعود مرة أخرى إلى المغربلين، واستقرت في درب الأغوات.

OIP 1

أسست عزيزة الفحلة حياتها، من خلال محل صغير في المغربلين، ثم تزوجت من الحاج محمد، وأنجبت من الذكور والإناث، لتدخل بعد ذلك عالم الفتونة، حيث اشتهرت بالقوة والحق، فكانت دائمًا ما ترد للفقير والضعيف حقهم، إلى جانب جمعها للشباب يوميًا في الحارة كي تعلمهم رفع الأثقال، وكان منهم مختار حسين الذي حصل على بطولة العالم.

OIP

كانت السيدة عزيزة الفحلة تاجرة حبوب وغلال، وكانت تمتلك محلات وأكشاك كثيرة، إلى جانب امتلاكها قهوة أطلقت عليها قهوة الفحل للفلاحين

كان الفنان الراحل محمود المليجي يسكن في أحد منازل عزيزة الفحلة، وكان دائمًا ما يحب مشاهدة التحطيب ويحضر الخناقات في المنطقة، حتى تعلم من عزيزة الفتونة وتدرّب على يدها.

وبينما حلّ الفنان محمود المليجي ضيفًا في إحدى البرامج التليفزيونية قال إنه تعلم الجدعنة من عزيزة الفحلة.

قصة أشهر فتوة سيدة 651x570 1

كانت عزيزة الفحل كثيرة المشاكل، وفي إحدى المرات قال لها القاضي في المحكمة “مشوفش وشك تاني”، وبعد ذلك حدثت مشكلة جديدة فدخلت على القاضي في قاعة المحكمة بظهرها، مثيرة تساؤل القاضي «انتي داخلة بضهرك ليه؟!» فردت قائلة: «مش أنت قولتلي مشوفش وشك تاني دخلتلك بضهري»، فضحك القاضي بشكل هستيري وأنهى القضية في يومها دون أي تعقيدات.

نشأتها وبداية صعودها

وُلدت عزيزة فحلة في بيئة متواضعة في أحد أحياء القاهرة الشعبية، حيث نشأت وسط مجتمع يشتهر بتقاليده الذكورية الصارمة. كانت منذ صغرها تختلف عن الفتيات الأخريات، فبدلًا من الاهتمام بالحرف المنزلية، كانت تميل إلى ممارسة القتال البدني والتمرين على استخدام الأسلحة البيضاء. لم يقتصر شغفها على اكتساب القوة الجسدية، بل كانت ذات ذكاء فطري مكنها من كسب احترام الرجال حولها.

دخولها عالم الفتونة

عندما كبرت، وجدت عزيزة نفسها في مواجهة مجتمع لا يعترف إلا بالقوة. استطاعت أن تثبت نفسها بعد أن تصدت لمجموعة من الرجال الذين حاولوا الاعتداء على فتاة صغيرة في أحد الأسواق. لم يكن هذا الحدث سوى بداية أسطورتها، حيث بدأت الأعين تلتفت نحوها، وبدأت الحكايات تنتشر عن شجاعتها غير المسبوقة.

لم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت عزيزة فحلة قائدة لإحدى المجموعات التي كانت تسيطر على منطقة معينة في القاهرة. لم تكن تدير هذه المنطقة بالقوة وحدها، بل اعتمدت على العدل، فكانت تمنع الظلم وتحمي الضعفاء، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين الأهالي.

OIP 2

مواجهاتها مع الفتوات

لم يكن صعود عزيزة فحلة إلى قمة عالم الفتونة بالأمر السهل، فقد واجهت العديد من الفتوات الرجال الذين لم يتقبلوا وجود امرأة تنافسهم في هذا المجال. لكن، بفضل شجاعتها ومهاراتها القتالية الفريدة، استطاعت التغلب على خصومها في العديد من النزالات، مما عزز مكانتها وجعلها أسطورة حقيقية.

في إحدى المواجهات الحاسمة، اضطر أحد أشهر فتوات القاهرة لمواجهتها مباشرة بعدما رفضت الامتثال لقوانينه الجائرة. كانت معركة تاريخية حضرها المئات من الأهالي، حيث أثبتت عزيزة أنها ليست مجرد امرأة تتظاهر بالقوة، بل مقاتلة حقيقية استطاعت الإطاحة بخصمها.

دورها في حماية الفقراء

على الرغم من شهرتها كفتوة، لم تكن عزيزة مجرد مقاتلة، بل لعبت دورًا كبيرًا في مساعدة الفقراء والمحتاجين. كانت تُعرف بعدالتها وإنصافها، فكانت تمنع الإتاوات الجائرة التي يفرضها بعض الفتوات على الباعة والتجار، مما جعلها رمزًا للعدالة الشعبية في عصرها.

لم يكن دعمها للفقراء مقتصرًا على منع الظلم فقط، بل كانت تساهم في إعالة العائلات المحتاجة من الأموال التي تحصل عليها من أعمالها المختلفة، مما جعل الناس ينظرون إليها كمنقذة وحامية لهم.

سمعتها وانتشار أسطورتها

مع مرور الوقت، أصبحت أسطورة عزيزة فحلة تتناقلها الألسن في الأحياء الشعبية وخارجها. كانت النساء ينظرن إليها بإعجاب كرمز للقوة النسائية في مجتمع يسيطر عليه الرجال. أما الرجال، فبعضهم احترمها وأيدها، بينما خافها آخرون وحاولوا التخلص منها.

رغم التحديات العديدة، استمرت عزيزة في الحفاظ على مكانتها، حتى أصبحت واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ الفتونة المصرية. لم تكن مجرد مقاتلة، بل كانت زعيمة حقيقية عرفت كيف تكسب القلوب وتحافظ على نفوذها.

نهاية أسطورتها

مثل كل القصص العظيمة، كان لابد لأسطورة عزيزة فحلة أن تصل إلى نهايتها. تعددت الروايات حول مصيرها، فالبعض يقول إنها قتلت في إحدى المعارك الكبرى، بينما يروي آخرون أنها قررت الانسحاب بعد أن شعرت بالإرهاق من عالم العنف والصراعات.

مهما كانت نهايتها، فإن اسم عزيزة فحلة ظل محفورًا في ذاكرة المصريين، رمزًا للقوة النسائية والشجاعة غير المحدودة. وحتى يومنا هذا، تُروى حكاياتها في المقاهي والأحياء القديمة، لتبقى جزءًا خالدًا من التراث الشعبي المصري.

لم تكن عزيزة فحلة مجرد شخصية عابرة في عالم الفتونة، بل كانت ظاهرة استثنائية غيرت نظرة المجتمع إلى دور المرأة في ذلك الزمن. شجاعتها، ذكاؤها، وعدالتها جعلوها من أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ الشعبي المصري. وعلى الرغم من مضي السنوات، تبقى قصتها ملهمة لكل امرأة تسعى لإثبات وجودها في مجالات لم يكن يُسمح لها بالدخول إليها سابقًا.

 

Dina Z. Isaac

كاتبة محتوى متخصصة في إعداد المقالات الإخبارية والتحليلية لمواقع إلكترونية ومدونات متعددة. أمتلك خبرة تتجاوز أربع سنوات في مجال الكتابة والتدوين، حيث أحرص على تقديم محتوى مميز يجمع بين الإبداع والدقة، مع التركيز على جذب القارئ وتقديم المعلومات بشكل سلس وواضح. المهارات والخبرات: كتابة المقالات الإخبارية: إعداد تقارير وتحليلات شاملة تغطي أحدث الأخبار المحلية والعالمية. التدوين: كتابة مقالات متنوعة تغطي مجالات مثل التكنولوجيا، الصحة، التنمية الشخصية، وريادة الأعمال. تحسين محركات البحث (SEO): صياغة محتوى متوافق مع معايير السيو لتحسين ظهور المقالات في نتائج البحث. إدارة المحتوى: التخطيط للنشر، وإعداد جداول تحريرية، وتنظيم الحملات الرقمية. التدقيق اللغوي: ضمان خلو النصوص من الأخطاء اللغوية والنحوية لتقديم محتوى عالي الجودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى