
كتبت / دينا زكريا
في حادث أثار الذعر بين الأهالي والمواطنين، اندلع حريق هائل في إحدى مناطق ألعاب الأطفال الشهيرة بكورنيش الإسكندرية، مما استدعى تدخلاً سريعًا من قوات الحماية المدنية للسيطرة عليه. الحريق تسبب في حالة من الفزع، خاصة أن المنطقة كانت تعج بالأسر والأطفال الذين يستمتعون بأوقاتهم.
تفاصيل الحادث
شب الحريق في ساعات المساء حين كانت الحديقة الترفيهية تشهد إقبالًا كبيرًا من العائلات، حيث لاحظ بعض الزوار تصاعد الدخان من إحدى زوايا منطقة الألعاب. سرعان ما تحول الدخان إلى ألسنة لهب امتدت لتلتهم بعض الألعاب والمرافق المحيطة بها. وعلى الفور، تم إبلاغ أجهزة الطوارئ التي هرعت إلى الموقع في محاولة لاحتواء الحريق قبل أن يمتد إلى مناطق أخرى.
أسباب الحريق المحتملة
على الرغم من أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب الدقيق للحريق، إلا أن هناك عدة فرضيات أولية تم طرحها:
- ماس كهربائي: نظرًا لوجود العديد من الألعاب التي تعمل بالكهرباء، فإن احتمال حدوث ماس كهربائي داخل أحد الأجهزة قد يكون سببًا رئيسيًا في اندلاع الحريق.
- الإهمال البشري: من المحتمل أن يكون أحد الزوار قد ألقى عقب سيجارة مشتعلًا بالقرب من المواد القابلة للاشتعال، مما أدى إلى انتشار النيران بسرعة.
- سوء التخزين: بعض المواد المستخدمة في إنشاء الألعاب قد تكون قابلة للاشتعال، وإذا لم يتم تخزينها أو صيانتها بالشكل الصحيح، فقد تكون عرضة للاحتراق السريع.
- درجات الحرارة المرتفعة: مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد احتمالات اشتعال النيران، خاصة في المواد البلاستيكية والخشبية المستخدمة في الألعاب.
جهود الحماية المدنية
فور تلقي البلاغ، تحركت قوات الحماية المدنية بسرعة إلى موقع الحادث مزودة بسيارات الإطفاء والمعدات اللازمة لمكافحة النيران. واجه رجال الإطفاء صعوبات في البداية بسبب سرعة انتشار النيران، لكنهم تمكنوا من احتوائها بعد جهود مضنية استمرت لساعات. تم استخدام خراطيم المياه ورغوة الإطفاء لمنع تمدد النيران إلى المناطق المجاورة، فيما قامت الجهات المختصة بقطع التيار الكهربائي عن الموقع كإجراء احترازي.
الإصابات والخسائر
بحسب التقارير الأولية، لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية خطيرة، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من إخلاء المنطقة بسرعة قبل أن تزداد الأمور سوءًا. إلا أن الحريق أدى إلى أضرار مادية كبيرة تمثلت في تدمير أجزاء واسعة من منطقة الألعاب، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة لأصحابها.
ردود الفعل المجتمعية
أثار الحادث حالة من الاستياء بين الأهالي والمواطنين الذين طالبوا بضرورة تحسين معايير السلامة في المناطق الترفيهية، خاصة تلك التي تستهدف الأطفال. عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستيائهم من غياب إجراءات السلامة في هذه المنطقة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن التقصير في تطبيق المعايير المطلوبة.
الإجراءات الوقائية المستقبلية
من أجل تجنب وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل، هناك مجموعة من التدابير التي يجب اتخاذها لضمان سلامة المواطنين وزوار المناطق الترفيهية:
- تحسين معايير السلامة: يجب على إدارات الحدائق والمناطق الترفيهية الالتزام بمعايير السلامة المعتمدة، بما في ذلك تركيب أنظمة إنذار الحريق وتوفير طفايات حريق في أماكن متفرقة.
- صيانة دورية للألعاب: ينبغي القيام بفحوصات دورية للألعاب والمنشآت للتأكد من خلوها من أي مشاكل كهربائية أو هيكلية قد تسبب الحرائق.
- تدريب العاملين: يجب تدريب الموظفين في المناطق الترفيهية على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ، بما في ذلك استخدام أدوات الإطفاء وإجلاء الزوار بسرعة.
- التوعية المجتمعية: يجب تنفيذ حملات توعية للمواطنين حول مخاطر الإهمال، مثل رمي أعقاب السجائر وعدم ترك الأطفال دون رقابة بالقرب من الأجهزة الكهربائية.
- استخدام مواد مقاومة للحريق: عند تصميم وإنشاء المناطق الترفيهية، يجب استخدام مواد بناء مقاومة للحريق للحد من انتشار النيران في حالة اندلاعها.
- تعزيز وجود فرق الطوارئ: يجب تخصيص فرق طوارئ دائمة في المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة، خاصة في الأوقات التي تزداد فيها أعداد الزوار.
يعد الحريق الذي اندلع في منطقة ألعاب الأطفال بكورنيش الإسكندرية جرس إنذار حول أهمية تعزيز إجراءات السلامة في الأماكن العامة. ورغم أن الأضرار اقتصرت على الجانب المادي، إلا أن الحادث كان يمكن أن يكون أكثر خطورة لو لم تتدخل فرق الإطفاء في الوقت المناسب. إن العمل على تحسين معايير الأمان وتوعية المواطنين بأهمية الالتزام بإجراءات السلامة سيضمن بيئة أكثر أمانًا للأطفال والعائلات، ويجنب المجتمع كوارث مماثلة في المستقبل.