كتبت / دينا زكريا
في لفتة إنسانية كريمة تعكس روح المحبة والتعاون، دعا سعادة السفير طارق علي فرج الأنصاري، سفير دولة قطر في القاهرة، المستشار عصام بطاح لحضور مأدبة إفطار بمناسبة الاحتفاء بيوم اليتيم العربي. جاء هذا الإفطار تأكيدًا على أهمية رعاية الأيتام وتقديم الدعم اللازم لهم، في إطار المبادرات الإنسانية التي تجمع بين الشعوب العربية وتعزز من أواصر التعاون الاجتماعي والثقافي.
مناسبة إنسانية تعكس روح التكافل
يعتبر يوم اليتيم العربي مناسبة خاصة تهدف إلى تسليط الضوء على حقوق الأطفال الأيتام واحتياجاتهم، وتشجيع المجتمعات على تقديم العون والمساندة لهم. ومن هذا المنطلق، جاءت دعوة السفير القطري في القاهرة لمأدبة الإفطار التي جمعت شخصيات بارزة من مختلف المجالات، مما أضفى على المناسبة طابعًا إنسانيًا واجتماعيًا فريدًا.
حضر الإفطار عدد من الفنانين والشخصيات الثقافية والإعلامية، على رأسهم الفنانة القديرة إلهام شاهين، والفنانة ندى بسيوني، والمطرب الكبير محمد ثروت، والفنانة الكوميدية بدرية طلبة، بالإضافة إلى الإعلامي المعروف أحمد المسلماني. كما حضر المناسبة عدد من السفراء والشخصيات الدبلوماسية، ما يعكس الأهمية التي تحظى بها هذه الفعالية على المستويين المحلي والدولي.
دور الفن في دعم القضايا الإنسانية
لطالما كان الفنانون والمثقفون جزءًا لا يتجزأ من المبادرات الإنسانية والمجتمعية، حيث يُعتبرون سفراء للنوايا الحسنة ورسلاً للسلام والمحبة. حضور نخبة من الفنانين لهذه المناسبة لم يكن مجرد تواجدٍ شكلي، بل كان تأكيدًا على التزامهم بدعم القضايا الإنسانية والمساهمة في رسم البسمة على وجوه الأيتام.
وألقت الفنانة إلهام شاهين كلمة قصيرة خلال الحفل، أكدت فيها على أهمية رعاية الأطفال الأيتام وضرورة دمجهم في المجتمع بشكل إيجابي، مشيرة إلى أن الفن رسالة سامية يجب أن تتوجه لخدمة الإنسانية قبل أي شيء آخر. أما الفنان محمد ثروت، فقد عبّر عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تُشعر الجميع بالمسؤولية تجاه الأطفال الذين فقدوا ذويهم ويحتاجون إلى دعم مستمر.
إفطار يعكس روح الكرم العربي
تميزت مأدبة الإفطار بجو دافئ يسوده الود والاحترام بين الحضور، حيث كانت فرصة لتعزيز العلاقات وتبادل الحديث حول سبل دعم الأيتام وتقديم مبادرات جديدة تعزز من أوضاعهم. وشكر المستشار عصام بطاح السفير طارق الأنصاري على هذه الدعوة الكريمة، مشيدًا بالدور الذي تلعبه قطر في دعم القضايا الإنسانية والتنموية على مستوى العالم العربي.
وفي حديثه للحضور، أشار السفير طارق الأنصاري إلى أن الاهتمام بالأيتام ورعايتهم يعد من القيم الأساسية التي تحرص قطر على دعمها، سواء على المستوى الرسمي أو من خلال المؤسسات الخيرية والمجتمعية. كما شدد على أن مثل هذه المبادرات تساهم في بناء جسور المحبة والتعاون بين الدول العربية، وتعزز من قيم التكافل الاجتماعي.
رسالة تضامن ومحبة
لم يكن الإفطار مجرد مناسبة تقليدية، بل كان رسالة تضامن ومحبة تُذكّر الجميع بأهمية الالتفات إلى الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع. فاليتم ليس مجرد فقدان للأسرة، بل هو تحدٍّ يحتاج إلى تضافر جهود المجتمع بأكمله لاحتوائه وتقديم الدعم اللازم للأطفال الذين فقدوا ذويهم.
وتحدثت الفنانة بدرية طلبة عن تجربتها مع الأعمال الخيرية، مؤكدة أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تمنحها شعورًا بالسعادة والرضا، إذ ترى الفرحة في عيون الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم المجتمع بأسره. كما عبّرت ندى بسيوني عن فخرها بحضور هذا الحدث الإنساني، مشيرة إلى ضرورة تنظيم المزيد من الفعاليات التي تهدف إلى دعم الأطفال الأيتام.
التعاون بين الدول العربية لدعم الأيتام
تُعد هذه الفعالية نموذجًا حيًا على التعاون العربي في مجال العمل الإنساني، حيث تسعى الدول العربية إلى تعزيز الجهود الرامية لدعم الفئات المحتاجة، وخاصة الأيتام. فقد أظهرت هذه المناسبة أن قضايا الطفولة يجب أن تحظى باهتمام كبير من قبل جميع الأطراف، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو حكومات.
إن دعم الأيتام لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فحسب، بل يمتد ليشمل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وخلق بيئة آمنة تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا أفضل. وقد أشاد الحاضرون بالدور الذي تلعبه المؤسسات الخيرية والإنسانية في تحقيق هذا الهدف النبيل، مطالبين بالمزيد من المبادرات التي تركز على تحسين أوضاع الأيتام في مختلف البلدان العربية.
ختام الحفل والتأكيد على استمرار الدعم
مع نهاية الإفطار، عبّر الحاضرون عن تقديرهم لهذه المبادرة التي تعكس روح التآخي والتكافل بين الشعوب العربية. وأكد السفير طارق الأنصاري أن دعم الأيتام لن يكون مجرد حدث عابر، بل هو التزام مستمر يتطلب تعاون الجميع لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لهم.
كما وجه الشكر إلى جميع الحضور، خاصة الفنانين والإعلاميين الذين حرصوا على التواجد والمشاركة في هذا الحدث الإنساني المهم. وختم كلمته بالقول: “إن خدمة الإنسانية واجب علينا جميعًا، ونحن ملتزمون بمواصلة هذه الجهود لدعم الأيتام وتقديم كل ما نستطيع لمساعدتهم على بناء مستقبلهم.”
بهذا، أسدل الستار على أمسية رمضانية عامرة بالخير والمحبة، جسدت أسمى معاني التضامن الإنساني والتعاون العربي، وأكدت أن العطاء لا حدود له عندما يجتمع الخيرون على هدف نبيل واحد.
