
تظل الأعمال الخيرية من أبرز ما يجسد قيم التراحم والتكافل الاجتماعي في المجتمعات، خاصة عندما تكون موجهة إلى الفئات الأكثر احتياجًا، مثل الأيتام. ولأن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة، فإن تنظيم إفطار جماعي للأيتام يعد من أهم المبادرات التي تهدف إلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوب هؤلاء الأطفال، وتعزيز روح العطاء والتعاون بين أفراد المجتمع. في هذا السياق، نظمت جمعية التوفيق الخيرية إفطارًا جماعيًا للأيتام في قاعة الماسة بمدينة جدة، وذلك برعاية كريمة من رجل الأعمال مبارك دهيكل السلمي، والذي لم يدخر جهدًا في دعم هذه المبادرة المباركة.
أجواء الإفطار الجماعي
استقبال الأيتام
مع اقتراب موعد الإفطار، توافد الأيتام إلى قاعة الماسة، حيث كان في استقبالهم فريق من المتطوعين وأعضاء جمعية التوفيق الخيرية. حرص الفريق المنظم على تقديم الترحاب الحار للأطفال، وإضفاء أجواء دافئة مليئة بالفرح والتفاؤل. تم إعداد مكان مخصص لاستقبال الأطفال، حيث جلسوا وسط أجواء مليئة بالمحبة والاهتمام.
تنظيم الفعاليات والأنشطة
لم يكن الإفطار مجرد وجبة تجمع الأطفال، بل كان حدثًا متكاملاً تضمن عددًا من الفعاليات الترفيهية والثقافية التي تهدف إلى إسعاد الأيتام ومنحهم لحظات من السعادة والمرح. تضمنت الفعاليات عروضًا مسرحية قصيرة، وألعابًا ترفيهية، ومسابقات تفاعلية، إلى جانب عروض بهلوانية أضفت لمسة من السحر والبهجة.
كما قامت الجمعية بتنظيم فقرة تثقيفية تهدف إلى غرس القيم الإيجابية في نفوس الأيتام، حيث قدم أحد المشايخ كلمة تحفيزية تحدث فيها عن أهمية الصبر، والتفاؤل، والسعي لتحقيق الأحلام رغم الظروف الصعبة.
مائدة الإفطار
عند أذان المغرب، اجتمع الجميع حول مائدة الإفطار، التي تم إعدادها بعناية لتشمل أشهى المأكولات التي تناسب الأطفال وتلبي احتياجاتهم الغذائية. تضمنت المائدة أصنافًا متنوعة من الأطعمة التقليدية والعصرية، بالإضافة إلى الحلويات والمشروبات الرمضانية. وقد ساهم المتطوعون في خدمة الأطفال والتأكد من أن كل طفل يحصل على وجبته بشكل منظم ولائق.
دور رجل الأعمال مبارك دهيكل السلمي
تجسد رعاية رجل الأعمال مبارك دهيكل السلمي لهذا الحدث أهمية مشاركة رجال الأعمال في دعم المجتمع والمبادرات الخيرية. فقد ألقى كلمة خلال الحفل عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الخيري، وأكد على أهمية التعاون بين القطاع الخاص والجمعيات الخيرية لدعم الفئات المحتاجة، خاصة الأيتام الذين يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام.
لم تقتصر مساهمته على رعاية الحدث فحسب، بل تعهد أيضًا بدعم الجمعية في مشاريعها المستقبلية، ومواصلة تقديم الدعم للأيتام في مختلف المناسبات. كما قدم عددًا من الهدايا الرمزية للأطفال في نهاية الحفل، مما رسم البسمة على وجوههم.
أهمية هذه المبادرات للمجتمع
تعد هذه الفعالية نموذجًا حيًا على أهمية تكاتف المجتمع في دعم الفئات الضعيفة، حيث تلعب الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال دورًا أساسيًا في سد احتياجات الأيتام وإدخال الفرحة إلى قلوبهم. كما تساهم مثل هذه المبادرات في تعزيز روح التطوع لدى الشباب، حيث شارك عدد كبير من المتطوعين في تنظيم الفعالية، مما يعكس وعي المجتمع بأهمية العطاء والبذل.
أثر المبادرة على الأيتام
لا تقتصر أهمية هذه المبادرات على توفير وجبة إفطار فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى دعم الأيتام نفسيًا واجتماعيًا. فشعور الأطفال بأن هناك من يهتم بهم ويسعى لإسعادهم يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم دفعة معنوية لمواجهة تحديات الحياة. كما أن وجودهم في بيئة مليئة بالمحبة والتقدير يساعدهم على تطوير علاقاتهم الاجتماعية وتحقيق اندماج أفضل في المجتمع.
تطلعات مستقبلية
تطمح جمعية التوفيق الخيرية إلى توسيع نطاق مبادراتها المستقبلية، بحيث تشمل برامج دعم تعليمي، وتوفير منح دراسية، وتنظيم رحلات ترفيهية للأطفال الأيتام. كما تسعى الجمعية إلى تعزيز شراكاتها مع رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة لتقديم المزيد من الخدمات التي تسهم في تحسين حياة الأيتام.
من جانبه، أكد مبارك دهيكل السلمي استعداده لدعم مشاريع أخرى تهدف إلى الارتقاء بمستوى حياة الأيتام، مشيرًا إلى أهمية استمرارية مثل هذه الفعاليات وتوسيع نطاقها لتشمل عددًا أكبر من المستفيدين.
إن تنظيم إفطار الأيتام في قاعة الماسة بجدة برعاية مبارك دهيكل السلمي يمثل خطوة مهمة في سبيل تحقيق التكافل الاجتماعي وتعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع. مثل هذه المبادرات تثبت أن الخير لا يزال ينبض في القلوب، وأن العمل الجماعي قادر على إحداث فرق حقيقي في حياة الأيتام. إن استمرار هذه الجهود والالتزام بدعم الفئات الأكثر احتياجًا يعكس الوجه المشرق للمجتمع، ويجعل من العمل الخيري قيمة متأصلة تستمر في الأجيال القادمة.