
استقبل فضيلة مفتى الجمهورية وزير الثقافة في جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في حدث يعكس التعاون الوثيق بين المؤسسات الدينية والثقافية في مصر. جاءت هذه الزيارة لتعزيز الحوار الثقافي والديني ودعم التفاعل بين مختلف القطاعات التي تسعى لتحقيق الوعي المجتمعي وتعزيز الهوية الوطنية.
في إطار هذه الزيارة، قام المفتى بمرافقة وزير الثقافة في جولة تعريفية داخل جناح دار الإفتاء المصرية، حيث استعرضا معًا الإصدارات والمطبوعات المختلفة التي تقدمها الدار. وتتناول هذه الإصدارات قضايا دينية واجتماعية معاصرة، بأسلوب يتسم بالوسطية والاعتدال، ما يجعلها مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالشأن الديني. وقد حرص المفتى على إبراز أهمية هذه الإصدارات في مواجهة الأفكار المتطرفة وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع.
شهدت الزيارة تبادلًا مثمرًا للأفكار والآراء حول سبل تطوير التعاون بين دار الإفتاء ووزارة الثقافة، خاصة في مجالات النشر وتنظيم الفعاليات المشتركة. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز الوعي الثقافي والديني بين الشباب، بما يساهم في بناء مجتمع أكثر تسامحًا وتفاهمًا. وقد أشاد وزير الثقافة بالدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء في نشر المعرفة الدينية الصحيحة وتوضيح المفاهيم المغلوطة التي قد تسود بين أفراد المجتمع.
كما أثنى الوزير على تصميم جناح دار الإفتاء بالمعرض، والذي يعكس الطابع العصري والمتجدد للمؤسسة. ويتميز الجناح بتقديم محتوى رقمي وتفاعلي، حيث يمكن للزوار الاطلاع على الفتاوى والاستفسارات الدينية عبر شاشات إلكترونية. وقد لاقى هذا النهج استحسانًا واسعًا من قِبَل الزوار، خاصة الشباب الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالتعرف على الفتاوى بطريقة سهلة وسريعة.
تناول الحوار بين المفتى ووزير الثقافة أيضًا الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في مواجهة التطرف الفكري. وأكد المفتى أن نشر الثقافة الدينية الصحيحة هو أحد السبل الرئيسية للتصدي للتيارات المتشددة، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء تعمل على تقديم محتوى ديني يلبي احتياجات العصر ويعالج القضايا الراهنة بأسلوب علمي ومنهجي.
من جانبه، شدد وزير الثقافة على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة بين المؤسسات الدينية والثقافية لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع المصري. وأوضح أن تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع هو السبيل الأمثل لبناء مجتمع قوي ومتماسك. كما أكد على أهمية استثمار التكنولوجيا الحديثة في نشر الرسائل الإيجابية وتعزيز الوعي لدى الشباب.
تأتي هذه الزيارة ضمن فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد أحد أكبر الأحداث الثقافية في المنطقة. ويشارك في المعرض عدد كبير من دور النشر والمؤسسات الثقافية، ما يجعله منصة مثالية للتواصل وتبادل الأفكار بين مختلف الأطراف. وقد شهد جناح دار الإفتاء المصرية إقبالًا كبيرًا من الزوار، الذين أبدوا اهتمامًا بالإصدارات التي تقدمها الدار.
يتميز جناح دار الإفتاء بتقديم مجموعة متنوعة من الإصدارات التي تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع. وتشمل هذه الإصدارات كتبًا متخصصة في الفقه والتفسير والعقيدة، إلى جانب إصدارات تهتم بالقضايا المعاصرة مثل حقوق الإنسان، التسامح، والتعايش السلمي. كما يقدم الجناح كتيبات صغيرة تناقش موضوعات تهم الشباب، مثل دورهم في بناء المجتمع وأهمية التعليم والعمل.
وتحظى إصدارات دار الإفتاء بسمعة طيبة نظرًا لتميزها بالدقة العلمية والموضوعية. وتعكس هذه الإصدارات نهج الدار في تقديم الإسلام بصورته الحقيقية، التي تدعو إلى السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف. وقد أشار المفتى خلال الزيارة إلى أن دار الإفتاء تضع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والعمل على تقديم رؤية متوازنة وشاملة للإسلام تتناسب مع متطلبات العصر.
وفي سياق الزيارة، تم الإعلان عن عدد من المبادرات المشتركة بين دار الإفتاء ووزارة الثقافة، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات النشر وتنظيم الندوات وورش العمل. وأوضح الجانبان أن هذه المبادرات تأتي في إطار خطة وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والدينية للمجتمع المصري. كما تم التأكيد على أهمية إشراك الشباب في هذه الجهود، من خلال توفير منصات تفاعلية تمكنهم من التعبير عن آرائهم ومناقشة القضايا التي تهمهم.
من جهة أخرى، لفت وزير الثقافة إلى أهمية تعزيز الشراكة مع المؤسسات الدينية في تطوير الخطاب الثقافي والديني. وأكد أن وزارة الثقافة تعمل على وضع خطة استراتيجية تستهدف تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة في كافة الأنشطة والفعاليات التي تنظمها. كما أشار إلى أن التعاون مع دار الإفتاء يمثل خطوة هامة نحو تحقيق هذه الأهداف.
وقد حظيت زيارة وزير الثقافة لجناح دار الإفتاء بتغطية إعلامية واسعة، حيث سلطت وسائل الإعلام الضوء على أهمية هذا الحدث في تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية. وأشاد العديد من الخبراء والمثقفين بالدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء في نشر الثقافة الدينية الصحيحة، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تسهم في بناء مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة التحديات.
واختتمت الزيارة بجولة للوزير والمفتى داخل المعرض، حيث أبدى الوزير إعجابه بالتنظيم وحجم المشاركة في المعرض. كما أشاد بالجهود المبذولة لتقديم محتوى ثقافي غني ومتنوع يلبي احتياجات جميع فئات المجتمع. وأكد أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يمثل فرصة ذهبية للتواصل بين المؤسسات الثقافية والدينية، وتعزيز التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.
تأتي هذه الفعالية كجزء من جهود دار الإفتاء المصرية لتعزيز دورها في المجتمع، ليس فقط كمصدر للفتوى، ولكن أيضًا كمؤسسة ثقافية تسهم في بناء الوعي المجتمعي. وتؤكد الزيارة على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات المختلفة لتحقيق التنمية الثقافية والدينية، التي تُعد جزءًا أساسيًا من رؤية مصر لتحقيق مستقبل أفضل. ومن المتوقع أن تسفر هذه الزيارة عن مزيد من التعاون بين دار الإفتاء ووزارة الثقافة، بما يعزز من دورهما في خدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.