في موسم كروي استثنائي، يواصل النجم المصري عمر مرموش لفت الأنظار في الملاعب الأوروبية، بعد أن تقاسم صدارة قائمة أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف من خارج منطقة الجزاء في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى “بيج 5″، وفقًا لما كشفته شبكة “سكاواكا” العالمية المتخصصة في إحصائيات كرة القدم.
■ صدارة مميزة في قائمة “ملوك التسديد من بعيد”
بحصيلة بلغت 5 أهداف من خارج منطقة الجزاء، استطاع مرموش أن يحجز مكانًا في صدارة قائمة تضم أسماء من العيار الثقيل، مثل كيليان مبابي هداف ريال مدريد، وبرونو فيرنانديز قائد مانشستر يونايتد، ولامين يامال الموهبة الصاعدة من برشلونة، إلى جانب فالفيردي نجم وسط ريال مدريد وماتيوس كونيا لاعب وولفرهامبتون.
وسجل مرموش أهدافه الخمسة موزعة بين فترته مع آينتراخت فرانكفورت الألماني قبل الانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في يناير الماضي، ليؤكد امتلاكه لمهارة التسديد الدقيق من مسافات بعيدة، وهي مهارة نادرة تضيف قيمة كبرى لأي فريق يمتلك لاعبًا يجيدها.
شبكة “سكاواكا” التي نشرت هذه الإحصائية، سلطت الضوء على مدى تطور مرموش في الجانب الهجومي، وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح خارج منطقة الجزاء، سواء بالتسديد المباشر أو المراوغة وصناعة الفرص.
■ من فرانكفورت إلى مانشستر.. صفقة ناجحة بكل المقاييس
لم يكن انتقال عمر مرموش إلى مانشستر سيتي حدثًا عابرًا، بل كان بمثابة نقطة تحول في مسيرة اللاعب، حيث وصفه موقع “جول” العالمي بأنه من أنجح الصفقات في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهي إشادة لا تأتي من فراغ.
ووفقًا للتقرير الذي نشره الموقع، فإن مرموش هو الصفقة الوحيدة التي أبرمها مانشستر سيتي خلال سوق الانتقالات الشتوية، مقابل 75 مليون يورو، قادمًا من فرانكفورت. ورغم ضخامة المبلغ، فإن اللاعب المصري سارع في إثبات جدارته، بل واقتحم التشكيلة الأساسية لفريق المدرب بيب جوارديولا في وقت قياسي.
ولم يحتج مرموش سوى لعدة مباريات قليلة ليبدأ في كتابة اسمه في سجلات النادي، بعدما سجل 7 أهداف في أول 15 مباراة له بالدوري الإنجليزي الممتاز، من بينها ثلاثية رائعة في شباك نيوكاسل يونايتد، خلال مباراة انتهت بفوز كاسح 4-0 لصالح السيتي.
■ نجم متعدد الاستخدامات وبديل استراتيجي لهالاند
واحدة من أبرز نقاط القوة التي يتمتع بها عمر مرموش هي قدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية. فسواء تم توظيفه كجناح أيمن أو أيسر، أو حتى كمهاجم صريح، ينجح اللاعب في أداء أدواره بكفاءة عالية، مستفيدًا من سرعته ومهاراته الفردية وقدرته على استغلال المساحات.
وفي ظل إصابة النرويجي إيرلينج هالاند وغيابه عن الفريق في عدد من المباريات، برز مرموش كلاعب يمكن الاعتماد عليه في قيادة خط الهجوم، وهو ما أكد عليه المدرب بيب جوارديولا، الذي أبدى إعجابه بمرونة اللاعب وقدرته على التأقلم السريع.
ورغم تراجع الأداء الجماعي لمانشستر سيتي في بعض فترات الموسم، إلا أن مرموش حافظ على مستواه التهديفي، ونجح في أن يكون أحد أهم مصادر الخطورة الهجومية للفريق، بل وأحد الأوراق الرابحة التي يمكن الاعتماد عليها في المباريات الكبيرة.
■ مرموش.. حلم مصري يتحقق في الملاعب الأوروبية
ما يميز عمر مرموش، إلى جانب موهبته ومهاراته، هو إصراره الكبير على التطور، وقدرته على تحمل الضغوط في بيئة تنافسية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز. وبفضل ما يقدمه من أداء مميز، بات يمثل مصدر فخر للجماهير المصرية، التي تتابعه بشغف في كل ظهور له.
وبالإضافة إلى إنجازاته الفردية على مستوى الأندية، يظل مرموش عنصرًا مهمًا في تشكيلة منتخب مصر، حيث يُنتظر منه أن يلعب دورًا محوريًا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة، وكأس الأمم الإفريقية.
عمر مرموش ليس مجرد لاعب يتألق في موسمه الأول مع نادٍ كبير، بل هو مشروع نجم عالمي مرشح للتألق لسنوات مقبلة، إذا ما واصل العمل بنفس الجدية والطموح. وإذا استمر في تطوير أدائه، فإن صدارته لقائمة “ملوك التسديد من بعيد” قد تكون مجرد بداية لسلسلة من الإنجازات الأكبر، التي قد تضعه في مصاف نجوم الصف الأول عالميًا.
ومع استمرار تألقه بقميص مانشستر سيتي، وتقدمه بثبات في سجل الهدافين، لا يبدو أن حدود عمر مرموش ستتوقف عند هذا الحد، بل إن القادم قد يكون أكثر إشراقًا، ليس فقط له شخصيًا، بل أيضًا لكرة القدم المصرية التي وجدت فيه نموذجًا حيًا لتجربة احترافية ناجحة بكل المقاييس.
