كشف السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا، مايكل برودسكي، عن قيام تل أبيب بنقل أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت إلى أوكرانيا، وهي الأنظمة التي كانت إسرائيل قد حصلت عليها من الولايات المتحدة إبان حرب الخليج الأولى في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وقال برودسكي في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الأوكرانية يوكرين فورم:
“في أوائل التسعينيات، عندما اندلعت حرب الخليج الأولى، المعروفة أيضاً باسم عملية عاصفة الصحراء، تلقينا من الولايات المتحدة أنظمة باتريوت للدفاع الجوي. وبالمناسبة، هذه الأنظمة موجودة الآن في أوكرانيا”.
وأضاف السفير الإسرائيلي أن هذه الأنظمة التي كانت جزءاً من الترسانة الدفاعية الإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثة عقود، تم الموافقة لاحقًا على نقلها إلى كييف، ضمن دعم عسكري تقدمه إسرائيل لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذا الدعم لم يُسلّط عليه الضوء إعلاميًا بالشكل الكافي.
وأوضح برودسكي:
“عندما يزعم البعض أن إسرائيل لم تقدّم أي دعم عسكري لأوكرانيا، فهذا غير دقيق. إسرائيل ساعدت بالفعل، بما في ذلك على المستوى العسكري”.
ورغم تأكيده على التعاون الأمني بين البلدين، أشار السفير إلى أهمية التحفظ في مناقشة مثل هذه القضايا، قائلاً:
“أُكرر دائمًا أن من الأفضل معالجة هذه المواضيع الحساسة بعيداً عن الأضواء، عبر القنوات الرسمية والمخصصة، وليس من خلال التصريحات العلنية أو وسائل الإعلام”.
🎯 السياق العسكري والسياسي
ويُنظر إلى تصريحات برودسكي على أنها تأكيد صريح ونادر بشأن الدعم العسكري الإسرائيلي لكييف، خاصة في ظل توازن إسرائيل الدقيق بين علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول الغرب من جهة، وحرصها على عدم استفزاز روسيا من جهة أخرى، لا سيما مع وجود تنسيق أمني بين تل أبيب وموسكو في الساحة السورية.
وقد ظلت إسرائيل طوال الحرب الروسية الأوكرانية تتخذ موقفًا حذرًا، يركّز على الدعم الإنساني والتقني، مع الامتناع عن توريد أسلحة متقدمة. لكن هذه التصريحات تكشف عن تعاون قديم – لكنه فعّال – يتمثل في توريد أنظمة دفاع جوي ذات طابع تاريخي واستراتيجي.
📡 أهمية أنظمة الباتريوت
أنظمة باتريوت الأمريكية تُعد من أبرز منظومات الدفاع الجوي على مستوى العالم، إذ تُستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات والمُسيّرات. وقد لعبت دورًا محوريًا في الحروب الحديثة، بدءًا من حرب الخليج الأولى إلى النزاعات الحديثة في أوكرانيا.
نقل هذه الأنظمة من إسرائيل إلى أوكرانيا لا يعكس فقط بعدًا عسكريًا، بل يحمل دلالات سياسية بشأن طبيعة العلاقات بين تل أبيب وكييف، ودور إسرائيل في الصراع الأوسع الذي تشهده أوروبا الشرقية منذ فبراير 2022.
