دينا زكريا
في زمنٍ باتت فيه العلاقات العاطفية عرضة للتشويش بين المظاهر الزائفة والمشاعر المضللة، تُصبح القدرة على التفرقة بين الحب الحقيقي والحب المؤذي مهارةً بالغة الأهمية، خصوصًا للمرأة التي تبحث عن علاقة تُشعرها بالأمان، لا تُرهق قلبها. الحب ليس فقط وردة تُهدى أو كلمات تُقال، بل منظومة من الأفعال اليومية التي تنعكس على السلوك والتصرفات. هذا المقال يأخذكِ في جولة تأملية في ملامح الحب الصحي لدى الرجل — ذلك النوع من الحب الذي يُداوي، لا يُدمي، ويُقوي، لا يُضعف.
1. يُحب الاستماع إليكِ ويتكلم معكِ ويتونس بكِ
الرجل الذي يُحبك حبًا صحيًا لا يراكِ مجرد متلقية، بل شريكة فكر وروح. هو ذاك الذي يمنحك أذنه وقلبه حين تتحدثين، لا يُقاطعكِ ولا يتصنّع الاستماع، بل يتفاعل، يسأل، ويهتم بما تقولين حتى وإن بدا بسيطًا. في صوته دفء، وفي حديثه متعة، لأنه لا يعتبر الوقت معكِ عبئًا، بل مساحة راحة.
2. يُحب من تُحبين ويغضب لمن يُغضبك
الحب الحقيقي لا ينفصل عن احترام علاقاتك الاجتماعية. ستجدينه يُحاول بناء علاقات ودية مع أهلكِ وأصدقائكِ، ليس مجاملة بل حبًا في كل من تحبين. كما أن غيرته عليك لا تأتي في صورة تملك خانقة، بل حماية وحرص، وعندما يؤذيك أحد، يشعر بالوجع وكأن الألم أصابه شخصيًا.
3. يسعى لإسعادك ويُريد أن يُهديكِ الدنيا
الرغبة في الإبهار ليست دلالة فارغة دائمًا، بل قد تكون من تعبيرات الحب النقي. الرجل الذي يُحبك حبًا صحيًا يتفنن في سعادتك، يُبادر بالمفاجآت، يُفكر في تفاصيل تُفرحك، ليس لأنه مضطر، بل لأنه يجد في فرحتك سببًا لفرحه. قد لا يكون غنيًا، لكن نواياه أغنى من المال.
4. يُقدّم التضحيات ويُناقشك في الأمور التي تخصكِ
الحب الصحي لا يتجنب الخلافات، بل يتعامل معها بنضج. إن اختلفتما، لا يهرب، بل يجلس ليسمعك، ويتناقش معكِ احترامًا لمكانتك. يهمه رأيكِ حتى في الأمور التي تخصه شخصيًا، ويهتم بكل قضية تمسكين بها، لأنكِ لستِ “جزءًا من يومه”، بل جزء من كيانه.
5. يرى الجمال فيكِ كما يرى العيوب ولا يُنكر مميزاتك
لا يوجد إنسان خالٍ من العيوب، لكن الرجل المُحب بصدق يرى المميزات بوضوح، ولا يُهملها حين تظهر العيوب. لا يستخدم عيوبك كذخيرة وقت الخلاف، بل يُقدّر تطوراتك، ويُشجعك على أن تكوني أفضل. يرى فيكِ الإنسان الكامل بنقصه، الجميل بواقعه، لا بخياله.
6. يراكِ جميلة دائمًا ويشعر بأي تعب أو تغيير عليكِ
حين تكونين مُتعبة أو في أسوأ حالاتكِ، لا يختفي، ولا ينتقد، بل يقترب أكثر. يُلاحظ أدق تفاصيلك، ويشعر بتغير نبرة صوتكِ أو طريقتكِ في الكلام. يسألكِ: “مالك؟” ليس بدافع الفضول، بل بدافع الخوف عليكِ والحرص على سلامتكِ النفسية والجسدية.
7. يتعامل بعفوية دون تكلّف
في الحب الصحي، لا تحتاجين أن تكوني مثالية لتُرضيه، ولا يحتاج هو لأن يتظاهر بشيءٍ ليس فيه. حديثه، ردود أفعاله، تصرفاته، تأتي من عمق شخصيته، لا من قناع يرتديه. العفوية لا تعني الفوضى، بل تعني الأمان الكافي الذي يجعله حقيقيًا أمامكِ.
8. يفرح لنجاحك ويشعر أن قيمته من قيمتكِ
الرجل المحب بصدق لا يتنافس معكِ، بل يُشجعكِ، يصفق لكِ، ويُشارككِ كل إنجاز وكأنه إنجازه الشخصي. نجاحك لا يُهدده، بل يرفعه. يشعر أن مكانته تزداد بارتفاعكِ، ويعرف أن الحب لا يقف في وجه الطموح، بل يدفعه للأمام.
9. يعتذر عند الخطأ، ويحتويكِ عند خطئكِ
لا توجد علاقة خالية من الأخطاء، لكن الفرق هو في طريقة التعامل معها. حين يُخطئ، لا يُكابر، بل يُراجع نفسه ويعتذر. وحين تُخطئين أنتِ، لا يستغل الموقف ليُحبطكِ أو يهددكِ بالرحيل، بل يتخذ موقفًا حازمًا وقت الحاجة، لكنه أبدًا لا يهون عليه فُقدانكِ.
10. يُشعركِ دائمًا أنكِ “العوض الجميل”
أهم ما يُميز الحب الصحي هو الشعور بالاحتواء، بالسكينة. يقول لكِ باستمرار أنكِ نعمة في حياته، وأنكِ التعويض الجميل عن كل ما فات. لا يترك مناسبة دون أن يُظهرك فيها كأجمل ما حدث له. ليس بالكلمات وحدها، بل بالأفعال التي تؤكد أنكِ مركز عالمه.
الحب ليس قصة وردية تخلو من التحديات، لكنه يصبح أجمل عندما يكون ناضجًا وصحيًا، حين يُثمر علاقة مليئة بالوعي، بالاهتمام، بالرحمة المتبادلة. إن كنتِ تجدين هذه العلامات في الرجل الذي معكِ، فاعلمي أنكِ في علاقة تستحقينها، وأن الحب لا يجب أن يُؤلم كي يكون حقيقيًا. بل في الحب الصحي، يُمكنكِ أن تكوني على طبيعتكِ، وتُزهرين، وأنتِ ممسكة بيد رجل يُشبه الطمأنينة.
